لا تزال الأرجنتين تعيش على وقع اعتداء غير مسبوق تعرض له لاعب كرة قدم من قبل رجال الشرطة خلال مباراة ملتهبة جمعت نيولز أولد بويز أمام بيلغرانو، لحساب الجولة الرابعة من المرحلة الختامية للدوري الأرجنتيني المسماة “أبيرتورا”، وشهدت أحدث شغب من جماهير فريق بيلغرانو الذي خسر اللقاء بهدفين دون مقابل.
وسيطر الشغب الجماهيري على المباراة منذ الشوط الأول، وسط تواجد كثيف لرجال الشرطة الذين لجأوا للسبل كافة من أجل وضع حد له بما في ذلك إطلاق الرصاص في الهواء، فيما امتدت هرواتهم لتضرب أحد لاعبي بيلغرانو رغم محاولته تهدئة جماهير فريقه.
وكانت شرارة الشغب في المباراة بدأت عند الدقيقة 30 حينما احتسب حكم اللقاء هدفاً لصالح نيولز أولد بويز، وقد اعترضت عليه جماهير بيلغرانو بحدة وحاول البعض اقتحام أرض الملعب، إلا أنهم فشلوا في ذلك بفضل تصدي رجال الشرطة لهم.
لكن محاولة اقتحام الملعب المحاط بالسياج الحديدي من جوانبه كافة، تجددت في الشوط الثاني، الأمر الذي تسبب في إيقاف اللعب، وقد حاول لاعبو بيلغرانو إقناع الجماهير بالتراجع، في وقت كان رجال الشرطة يضربون كل من تطاله أيديهم، إلى أن ضرب أحدهم مدافع بيلغرانو غاستون توريس على وجهه ليسقطه أرضاً.
ورغم تعرض اللاعب للاعتداء من الشرطة وإصابته بقطع عميق أسفل عينه اليسرى، استُأنفت المباراة بعد ذلك، ونجح نيولز أولد بويز في إضافة هدف ثانٍ حُسمت به الأمور، وانتهت المباراة المثيرة دون أن يتوقف الشغب الذي تواصل خارج الملعب هذه المرة.
وعقب المباراة تحدث توريس مبدياً دهشته من اعتداء أحد رجال الشرطة عليه بقسوة رغم أنه كان يحاول تهدئة المشجعين، في حين أصدر ناديه بياناً استنكر فيه عنف الشرطة المفرط تجاه لاعبه ومشجعيه على حد سواء، وأكد أن هذا الأسلوب يزيد من حوادث الشغب في مباريات الدوري الأرجنتيني.
وتشهد ملاعب الأرجنتين بشكل مستمر حوادث شغب وعنف، كان آخرها الأسبوع الماضي حينما قتل أحد المشجعين وأصيب عدد آخر خلال مباراة في دوري الدرجة الثانية، وسط دعوات مستمرة لوضع حد لتلك المعضلة التي عانت منها الكرة في بلاد “التانغو” على مدى عقود.