باتت العاصمة اليمنية صنعاء أشبه بورشة عمل كبرى يسابق فيها الجميع الزمن وصولا إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي نصت عليه المبادرة الخليجية والمقرر افتتاحه يوم 18 مارس/أذار الجاري.
وفي هذا السياق فإن اهتمام الجميع ينصب حول دخول فصائل الحراك الجنوبي إلى المؤتمر وخروج القضية الجنوبية منه بحلول ومعالجات مرضية.
وتحدث لـ”العربية.نت” المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني راجح بادي قائلاً: “هناك إرادة شعبية صادقة وحقيقية لدى معظم أبناء الشعب اليمني، وهذه الإرادة تلتقي معها إرادة سياسية قوية لدى القيادة السياسية والقوى الحزبية في الساحة اليمنية وغالبية القوى الاجتماعية في البلد لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني، وتدعم هاتين الإرادتين إرادة دولية وإجماع دولي بضرورة إنجاح المؤتمر، وذلك ما يعزز من فرص نجاح مؤتمر الحوار الوطني المرتقب ويقلل من احتمالات فشله، خاصة وأن اليمنيين والعالم يدركون خطورة وعواقب فشل هذا الحوار، ليس فقط على اليمن وإنما على المنطقة والعالم”.
وتابع بادي “المجتمع الدولي كان صريحا إلى أقصى درجات الصراحة عندما وجه رسالة قوية لكافة القوى السياسية داخل اليمن وخارجها بأنه لا مجال ولا طريق أمام أي قوة يمنية لتحقيق مطالبها إلا عبر طاولة الحوار، وأعتقد أن أي قوة أو قوى لم تفهم هذه الرسالة الدولية تكون قد حكمت على نفسها بالانتحار السياسي”.
ونوه إلى أن القضية الجنوبية تتصدر قائمة القضايا التي ستتم مناقشتها في مؤتمر الحوار الوطني وهي القضية الأهم التي يدرك كافة المتحاورين أنه لا بد من إيجاد حلول لها بشكل منصف وعادل يراعي مصلحة اليمنيين، لا مصلحة أفراد أو زعامات أو شخصيات تبحث لها عن دور بعد أن تجاوزتها الأحداث وتجاوزها الزمن.
وعن رؤيته لمدى مشاركة كافة القيادات الجنوبية في الداخل والخارج، قال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني هناك فصائل في الحراك الجنوبي أبلغت الرئيس عبد ربه منصور هادي بموافقتها على المشاركة، وذلك خلال لقائه بها عند زيارته لعدن، وهناك فصائل لا تزال مترددة.
ومن جانبه تحدث لـ”العربية نت” الأمين العام للحراك الجنوبي عبد الله الناخبي، الذي قال: “مسألة مؤتمر الحوار الوطني هي نقطة هامة من النقاط التي تضمنتها المبادرة الخليجية، وبالنسبة لمشاركة الجنوبيين أستطيع القول إن الفصيل الجنوبي التابع لعلي سالم البيض هو المتأخر عن الحراك، أما بقية الفصائل فالبعض منهم قدم أوراقه إلى الرئيس هادي وقد أحال بعض هذه الكشوفات إلى اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار، وبالتالي أنا أتوقع أنهم سيحضرون إلى مؤتمر الحوار الوطني باستثناء فصيل علي سالم البيض الذي ينادي بالانفصال ويجنح أو يميل إلى الكفاح المسلح، ونحن لسنا مع الكفاح المسلح ولسنا مع العنف”.
وقال المحلل السياسي صدام أبوعاصم، إن فكرة المشاركة في الحوار من مختلف الأطراف الفاعلة في القضية الجنوبية، هي إيجابية بحد ذاتها، وإذا ما نجح لم شمل مكونات الجنوب أولاً، بناءً على معلومات موافقتهم على الدخول في الحوار حتى من غير فصيل البيض، فهي ستتيح فرصة النقاش حول المقترحات المطروحة كحل للقضية الجنوبية.
وختم بالقول: “أتوقع للحوار الوطني النجاح، لأنه وقبل أن يكون مهمة يمنية، هو مهمة إقليمية ودولية بالأساس”.