طالب المقرر الأممي الخاص بحقوق الإنسان في إيران أمام اجتماع الأمم المتحدة في جنيف، بوقف تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق خمسة أهوازيين من أعضا مؤسسة ثقافية في الإقليم الواقع جنوب غربي إيران.
وقدم أحمد شهيد في أعمال الدورة 22 من مجلس حقوق الإنسان، تقريره الرابع لحالة حقوق الإنسان في إيران، وشمل حقوق المرأة والانتهاكات التي تطال المعارضة السياسية والصحافيين، وكذلك الاضطهاد القومي ضد الشعوب غير الفارسية في البلد.
وقد تطرق شهيد لحالة حقوق الإنسان في الأهواز جنوب غربي إيران، وقد ناشد الحكومة الإيرانية بوقف تنفيذ أحكام الإعدام بحق خمسة ناشطين أهوازيين من مؤسسة الحوار الثقافية.
وقال بان الاعترافات القسرية التي انتزعها رجال الأمن منهم تحت التعذيب غير مقبولة، وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان وحتى القوانين الإيرانية نفسها.
والنشطاء الخمسة هم محمد علي العموري وهاشم الشعباني وهادي الراشدي ويابر آلبوشوكة وأخوه مختار آلبوشوكة.
وذكر صالح حميد، ممثل منظمة حقوق الإنسان الأهوازية في اتصال مع “العربية.نت” أن المناشدة لوقف حكم إعدام هؤلاء النشطاء جاءت في وقت يستمر فيه السجناء الخمسة بالإضراب عن الطعام منذ عشرة أيام احتجاجاً على الحكم الجائر ضدهم مضيفاً أنهم يواجهون خطر الموت.
وأضاف شهيد أن إيران تدعي أن قانونها يمنع التعذيب، ولكن ما يمارس على أرض الواقع يقول إن هذه ادعاءات واهية، حيث تؤكد التقارير والبيانات والأشخاص الذين تمت مقابلتهم، تعرض السجناء والمعتقلين للتعذيب النفسي والجسدي، خاصة أولئك الذين اعتقلوا لأسباب سياسية أو عقائدية أو بسبب التعبير عن الرأي.
وتحدث شهيد عن كيفية إعداد تقريره، قائلاً إنه قابل 286 شاهداً من الداخل، واعتمد على عشرات التقارير والبيانات الرسمية وغير الرسمية. وأشار إلى تزايد حالات الإعدام وحالات التعذيب في إيران.
ورد محمد جواد لاريجاني، رئيس الوفد الإيراني في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بلهجة شديدة، متهماً مقرر الأمم المتحدة بالانحياز والتعاون مع مجموعات إرهابية بتحريض من أمريكا وبريطانيا وحلفائهما.
وحول حكم إعدام الأهوازيين الخمسة، قال لاريجاني إنهم كانوا يجمعون السلاح للقيام بنشاط مسلح ضد الأمن القومي الإيراني.
وعلق ممثل منظمة حقوق الإنسان الأهوازية بالقول إن المتهمين أكدوا خلال المحكمة أن عناصر الأمن انتزعوا منهم اعترافات كاذبة تحت التعذيب، وحتى لو افترضنا أنهم كانوا يجمعون السلاح كما يدعي لاريجاني فإنهم لا يستحقون عقوبة الإعدام، طبقاً للقوانين الإيرانية نفسها، مضيفاً أن السلطات تريد فرض حالة أمنية في الإقليم الذي يعاني من الاضطهاد القومي والعنصرية ضد المواطنين العرب.
وأشار بابان إلياسي من الوفد الكوردي في تصرح للعربية نت أنه وفقا لتقرير احمد شهيد فان وضع حقوق الانسان في ايران لم يتحسن بل يتجه نحو الأسوأ خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الشعوب غير الفارسية والاقليات الدينية.”
واضاف :” إننا نعمل مع باقي نشطاء الشعوب المضطهدة في إيران مثل العرب والترك و البلوش و سائر الشعوب و الاقليات لفضح انتهاكات حقوق الانسان بحق شعوبنا حيث تعد من القضايا الأساسية في البلد.
ودعا إلياسي الى تكثيف الضغوط على السلطات لوقف ما وصفه بالاضطهاد الممنهج ضد الشعوب الإيرانية.
وقد أدان رئيس المؤتمر، وهو المفوض الأعلى في مجلس حقوق الإنسان، تصريحات لاريجاني واتهاماته لأحمد شهيد بتبني مواقف ضد إيران، وكذلك أدانت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية، وضع حقوق الإنسان المأساوي في إيران، وأشادت بجهود أحمد الشهيد، وطالبت بالضغط على الحكومة الإيرانية لإنهاء اضطهاد الأقليات الدينية والقومية مثل العرب والأذريين والكورد وغيرهم.
وطالبت ممثلة بريطانيا في الاجتماع بوقف حكم إعدام النشطاء الأهوازيين الخمسة فوراً.
كما أدان ممثلو سويسرا والسويد والنرويج والنمسا وممثل الاتحاد الأوروبي، انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة في إيران، وقمع الحريات والتضييق على الأقليات وتزايد الإعدامات، وطالبوا بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لإرغام النظام الإيراني من أجل احترام حقوق الإنسان.