“لن يستلنا العدم”، تحت هذا العنوان أصدرت الشاعرة المغربية فتيحة النوحو والفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي، حقيبتهما الشعرية، والتي تتضمن أيضا ترجمة للقصائد العربية باللغة الفرنسية، قامت بها الكاتبة صوفيا شهاب، وأشرفت على مراجعتها الشاعرة الفرنسية كوليت مارتيني كلييك.
وتقول فتيحة النوحو عن هذه التجربة الإبداعية، لـ “العربية نت”، إن الشعر والتشكيل توأمان ينامان في أكوان الفنان وغاباته وأشجانه، كلاهما يرمم انكسارات الروح ويهجران إلى منارات الحلم، ويتوحدان في لغة المجاز.
وأبرزت أن عملها إلى جانب الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي، امتد على مدار ما يقارب العقدين، وأكدت على أن هذا التلاقح بين الشعر والتشكيل في ديوان “لن يستلنا العدم”، هو رباط دائم منساب في اللامتناهي، مشيرة إلى أن هذه المجموعة التي تدثرت بوشاح العري كرمز لروحانية التعابير اللغوية والبصرية، سعت لمساءلة وجدان الكون مع بحثها في ماهية الحلول بين الذوات في فضاء تخييلي مشرع على كل الاحتمالات.
وأوضحت أن الصور الشعرية في قصائد الديوان وإن جاءت تحاكي الإيروسية بمغالاة أحيانا، فإنها لا تعدو أن تكون شطحات عذرية تروضها الريشة الروحية للفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي من خلال الزج بالأجساد المؤنثة في خمرة الطبيعة منتشية بإطلاقيتها.
لقيت هذه الحقيبة الشعرية الصادرة عن دار “الوطن” بالرباط، احتفاء خاصاً من طرف بعض النقاد والشعراء في كل من باريس والرباط، ففي العاصمة الإدارية للمغرب، نظم مؤخراً حفل توقيع للديوان، رافقته بعض القراءات النقدية التي تناولت الرؤية الشعرية عند النوحو مع مقاربة عامة في مضامينها.
ففي مداخلة تحت عنوان: “الرفض الأنثوي العاري قراءة في قصائد غير محجبة”، تقول الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي إن فتيحة النوحو عبرت في ديوانها بصوت منغم نفخت فيه روح التصوير والترميز والتكثيف، محتفية بولادتها العارية العبقة بروح الأنثى وبمفاتنها ومعلنة في الآن ذاته رفضها بصيغة نون النسوة، لكل أشكال الوأد لهذا الجسد في الصورة وفي الأحلام.