(CNN)– أكدت الناشطة المصرية، ميرفت موسى، التي تعرضت للضرب من قبل عدد من أنصار جماعة “الإخوان المسلمين”، أنها لن تصمت على واقعة الاعتداء عليها، وإنها ستظل وراء قضيتها حتى تحصل على حقها وترد اعتبارها، “حتى وإن لم يكن هناك قانون” يحقق لها العدالة التي تصبو إليها.
ووصفت الناشطة الشابة، في تصريحات لـCNN بالعربية الأحد، ما تردده قيادات جماعة الإخوان بأنها كانت ممسكة بآلة حادة، أو رشق مقر الجماعة بالحجارة، بأنه “كذب وافتراء”، وذكرت أن مقاطع الفيديو التي تم بثها على شبكة الإنترنت وعلى العديد من وسائل الإعلام، تثبت ما حدث من اعتداء ضدها وعدد من النشطاء.
وتابعت بقولها: “إذا كنت ممسكة بآلة حادة، أو حجارة، كما يرددون، لكنت دافعت بها عن نفسي”، مشيرةً إلى أن من اعتدي عليها كان يسبها بألفاظ “تمس الدين والعرض والأب والأم.”
وأشارت موسى إلى أنها كانت متواجدة بصحبة بعض الفتيات والشباب الذين كانوا يرسمون صور “غرافيتي”، وأنها كانت تحاول إنقاذ زميلها، الناشط أحمد دومة، الذي كان يتم الاعتداء عليه من قبل ثلاث أشخاص، من أنصار جماعة الإخوان، وقام أحدهم بالاعتداء عليها وسبها.
وأظهرت مقاطع فيديو الناشط أحمد دومة يتعرض للاعتداء من قبل مجموعة من الأشخاص، وفي خلفيته يظهر قيام أحد الأشخاص بضرب ميرفت موسى، التي سقطت على الأرض، بالقرب من مقر جماعة الإخوان في “المقطم”، مما أثار انتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي.
من جانبه، قال دومة، في تصريحات لـCNN بالعربية، إن “ما حدث يأتي في إطار ما تقوم به السلطة، منذ وصول (الرئيس محمد) مرسي إلى الحكم”، غير أنه أشار إلى أنها “ليست الجريمة الكبرى للإخوان، على عكس كثير من ممارساتهم، اذ لم تحدث مثلاً جريمة قتل.”
واعتبر أن “ما حدث صورة مصغرة لواقع الثورة المصرية، فهناك من يعبرون عن حلمهم بالغناء والهتاف والغرافيتي، مقابل سلطة ترد على هذه الأدوات بالقتل والاعتداء على النساء، رغم الادعاء أنهم يدافعون عن القيم والدين، وهو ما يظهر من كذب ادعائهم.”
وحول مواقفه السابقة للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الإخوان، ومنهم نائب المرشد خيرت الشاطر، أوضح دومة بقوله: “كنا أول من وقف بجانب معتقلي الإخوان، في الوقت الذي تخاذلت فيه قياداتهم.”
وذكر حادث اعتداء على طالبة كانت تنتمي لجماعة الإخوان، في عهد الرئيس السابق، حسني مبارك، حيث “انتفضت تظاهرات لحركات 6 أبريل، وكفاية، وصلت حتى وزارة التعليم العالي، في الوقت الذي لم يخرج فيه سوى تصريح من الإخوان، بأن من يضرب فتاة تقطع يده.. وهذا ما نريد أن يطبقوه على أنفسهم، رغم أنه ليس منهجنا.”
من جهته، قال المتحدث الإعلامي باسم جماعة “الإخوان المسلمين”، جهاد حداد، إن “مكتب الإرشاد في المقطم هو مبني إداري وملك خاص، ولا يصح الاعتداء عليه تحت أي مسمى”، لافتاً إلى أن الآخرين هم من اعتدوا أولاً، وأن ما حدث كان رد فعل لشباب الحزب، وبعض أهالي المنطقة، في ظل ما وصفه بـ”تخاذل” أجهزة الشرطة في حماية المقر.
وأضاف حداد، في تصريحات لـCNN بالعربية حول الاعتداء على الناشطة ميرفت موسي، بقوله إنه “بحسب روايات بعض أنصار الحزب، الذين شاهدوا الواقعة، وبعض المتواجدين بالحدث، قالوا إنها كانت تقذفهم بالطوب والحجارة”، على حد قوله.
وتابع المتحدث الإخواني بقوله إن “القانون لا يفرق بين رجل وامرأة، خاصةً إذا كان الأخير هو المعتدي”، لافتاً إلى أن الحزب لم يتأكد على الفور بان الشخص المعتدي من أعضائه، لاسيما وأن الحزب مسؤول عن تصرفات أبنائه.
كما اتهم الحداد من أسماه “الطرف الآخر” في الاشتباكات أمام مقر مكتب الإرشاد مساء السبت، بأنهم “ليسوا نشطاء سياسيين”، ووصفهم بـ”البلطجية”، مدعياً بأنهم “كانوا يحملون الشوم والحجارة، للاعتداء على المقر”، وأن مسئولي شركة الحراسة بالمبني حذروهم، ولكنهم لم يستجيبوا، وحاولوا رسم غرافيتي على المبني، وهو أمر مرفوض.
وفيما يتعلق بالاعتداء على عدد من الصحفيين والمصورين، قال: “نحن لا ندخل في نواياهم، ولكن بعضهم كان يحرض البلطجية بالهجوم على الحزب.”
إلى ذلك، قال مساعد وزير الداخلية لشؤون الأمن العام، اللواء أحمد حلمي، إن قوات الشرطة قامت بالفصل بين طرفي الاشتباكات، وكان هناك 3 تشكيلات للأمن المركزي، وتمكنت قوات الأمن من فض الاشتباكات بعد أن استخدمت الغاز المسيل للدموع، كما تم ضبط 12 عنصر من مثيري الشغب، وسيتم عرضهم على النيابة.