تسلمت أفغانستان الاثنين المسؤولية الكاملة عن سجن باغرام من الولايات المتحدة، مما يزيل إحدى العقبات الكبيرة في العلاقات المتوترة بينهما، فيما تستعد قوات التحالف بقيادة أمريكا لإنهاء عملياتها القتالية في ذلك البلد بعد أكثر من 10 سنوات من الحرب.
وكان الرئيس حامد كرزاي قد جعل من مسألة مركز الاعتقال هذا، شمال كابل، جزءا من حملته لاستعادة السيادة على مسائل رئيسية من الأمريكيين قبل انسحاب القوات الأجنبية المقاتلة في العام القادم.
وطالما أبدت الولايات المتحدة قلقاً من أن يؤدي التسليم الكامل لباغرام للقوات الأفغانية الضعيفة والعرضة للفساد، لخروج عناصر مشتبه بهم معتقلين من طالبان والقاعدة إلى أرض المعركة مجدداً.
غير أن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل توصل السبت لاتفاق مع كرزاي، بحسب البنتاغون، وجرت مراسم التسليم الاثنين.
وقال الجنرال جوزف دانفورد قائد قوة التحالف الدولي في أفغانستان في بيان “هذه المراسم تشير إلى أفغانستان واثقة بشكل متزايد ومتمكنة وتتمتع بالسيادة”.
ووقع دانفورد ووزير الدفاع بسم الله محمدي على اتفاق يضمن “المعاملة القانونية والإنسانية للمعتقلين و(يضمن) نيتهم حماية الشعب الأفغاني وقوات التحالف”.
ونقل السلطات الكاملة الذي كان مرتقبا في 9 مارس/ آذار أرجئ في اللحظة الأخيرة بعد تصريحات للرئيس الأفغاني قال فيها إن هناك “أبرياء” في صفوف المعتقلين في السجن الخاضع للسيطرة الأمريكية وإنه قد يتم الإفراج عنهم.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي سلمت الولايات المتحدة السلطات الأفغانية مسؤولية ما يزيد عن 3 آلاف معتقل في باغرام الذي كان يعرف باسم “غوانتانامو الأفغاني”، لأن عددا من السجناء معتقلون دون محاكمة أو توجيه تهم إليهم.
غير أن الأمريكيين ظلوا يتولون حراسة 50 أجنبيا لم يشملهم الاتفاق، إضافة إلى المئات من الأفغان الذين اعتقلوا منذ التوقيع على اتفاقية نقل المسؤولية في مارس/آذار 2012.
وأثار ذلك غضب كرزاي وتحذيرا من قبل أكبر هيئة إسلامية في أفغانستان بأن الجيش الأمريكي بدأ ينظر إليه كأنه قوة “احتلال” في معركته ضد تمرد طالبان.
وقالت كيت كلارك من شبكة محللي أفغانستان “يبدو ذلك وكأنه نصر لكرزاي، إذ حصل على ما يريده. باغرام كان عقبة كبرى أمام لائحة طويلة من المسائل الأخرى المطلوب معالجتها – والوقت مسألة جوهرية”.
وكرزاي الذي يغادر منصبه العام القادم، أعرب أكثر من مرة عن غضبه حيال أنشطة القوات الخاصة الأمريكية والضحايا من المدنيين، ومؤخرا أثار غضبا باتهامه الولايات المتحدة بالتآمر مع طالبان لتبرير وجود القوات الأمريكية.
وطالما رفضت طالبان التفاوض مباشرة مع كرزاي وشددت وزارة الخارجية على أنها لن تبدأ المفاوضات إلا إذا قام المتمردون “بقطع كافة العلاقات بالقاعدة ونبذوا الإرهاب”.