أول غيمة ماطرة تزور سماء مدينتي..
أول ريح باردة تطير حول شجيرات حديقتي..
و أول علبة عطر تصنع من رائحة التراب الممزوج بالمطر..

لا زالت رائحة التراب كما كانت.. رغم كل ما كان..
لم تتغير كثيرا.. رغم أنها أصبحت مركزة أكثر…
الهواء بارد.. لربما اليوم أشعر به باردا أكثر..
لأني أعلم أن هناك من لا يستطيعون الاحتماء منه…

اليوم.. كل الشتاء أتى دفعة واحدة…
مطره و ريحه.. برقه و رعده…
قسوته و حنيته…
كله أتى محملا على غيمة واحدة..
كبيرة جدا..
غطت سماء المدينة..
و اتسعت لتحمل كل هذا المطر..

أتى الشتاء … و أتى سكون الليل الطويل..
قريبا جدا..
سنلعب بعقارب الساعة..
سنغير التوقيت..
سنمد أرض المنزل بالسجاد..
و نتسمر كلنا بالقرب من المدفأة…

كذلك …قريبا جدا..
سيرحل الشتاء..
بسرعة كما أتى بسرعة..
و سيعود لنا الصيف..
ضاحكا.. مشرقا..
مثمرا .. أو مزهرا..
بحرارة عالية ..
أو بقليل من الحنين..
لكن كيفما أتى..
لا شيء سيمنعه من العودة…

لا شيء سيمنع الدفء من العودة..
لا ريح عاصفة..
و لا غيوم ممطرة .. أو مثلجة..
و ستعود عقارب الساعة كما كانت

لابد.. أننا سننام قريبا…
بدون كل هذا البرد..
قريبا جدا..
لابد ستنطفئ نار المدفأة..

فرح مصطفى هبرة
حماة
6-10-2012

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫5 تعليقات

  1. فرح الشعر حلو ومعبر وأعجبني كثير لأني كتير بحب ريحه المطر الممزوجه بالتراب وإنشاء الله بتلقي السلام والأمان دائماً حتى تبقي تكتبي الشعر

  2. فرح كيفك الشعر يلي عم تكتبيه كتير حلو وأعجبني مشان أنا بحب المطر وريحه التراب وإنشاء الله بتلقي الأمان والسلام حتى تبقي تكتبي دائماً

  3. يوما ما … عشتيه وعشقتيه لن يعود
    يوما وضعتيه في الذاكرة لن يعود ابدا …. لا شيئ في الذاكرة يعود
    قد تكون هناك اياما حلوة … اياما سعيدة …. لكن ليس هناك يوما يشبه يوما في الذاكرة .. انه لن يعود

  4. أشكر الجميع على التعليقات اللطيفة و الاماني الرقيقة..
    تحياتي

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *