قال نائب وزير النقل المصري، الدكتور رجب موسى، إنه ليس من المستبعد أن تستعين الوزارة بسائقين من الجيش، وممن خرجوا على المعاش، لمواجهة إضراب سائقي القطارات في مصر، حيث ربما تقرر غرفة إدارة الأزمات التابعة للوزارة في غضون ساعات، ما إذا كان سيتم استدعاء سائقين من الجيش أم سيعود السائقون إلى أداء عملهم.
وفيما يواصل سائقو قطارات الهيئة القومية لسكك حديد مصر إضراباً شاملاً خاصة على خطوط الوجه البحري بدأوه صباح الأحد، قال نائب الوزير في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت”، إن السائقين رفضوا كل محاولات حلّ الأزمة، معلنين تمسّكهم بمطالبهم، ما أدى إلى شلل تام في حركة قطارات الوجه البحري بالكامل، وبعض قطارات الوجه القبلي.
واستعانت وزارة النقل بالأتوبيسات لحلّ مشاكل بعض ركاب الوجه البحري، خاصة على خط طنطا – المنصورة – الإسكندرية – القاهرة، والتي تعاني محطات القطارات بهذه المناطق من تكدّس شديد في عدد الركاب، وذلك خوفاً من انضمام الركاب الذين طال انتظارهم داخل المحطات لساعات، إلى السائقين ما ينذر بكارثة محققة.
وتسبب الإضراب في إصابة حركة القطارات بالشلل التام على جميع خطوط الوجه البحري مع توقف جزئي على خطوط الوجه القبلي، فيما رفض ممثلو السائقين ما عرضه وزير النقل، الدكتور حاتم عبداللطيف، خلال لقائه بهم، بزيادة حافز طبيعة العمل بنسبة 10% لجميع العاملين بمن فيهم سائقو القطارات.
وأكد سائقو القطارات الذين غادروا المحطات وجلسوا على المقاهي القريبة من المحطات، خوفاً من ملاحقة الركاب لهم، وهو ما أدى إلى حالة استياء عام لدى الركاب الذين رفضوا استرداد قيمة تذاكرهم وفضلوا الانتظار لحين عودة حركة القطارات للعمل.
وأوضح موسى أن وزير النقل أعدّ قائمة تضم عدداً من المحرضين على الإضراب، تم إرسالها إلى النائب العام قبل قليل لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، فيما تم حصر كافة أسماء السائقين الذين تسببوا في وقف حركة القطارات منذ مساء أمس، تمهيداً لإحالتهم للتحقيق.
ونفى حصر إجمالي خسائر الهيئة من الإضراب الذي لم يكن متوقعاً، خاصة أن السائقين أكدوا أمس أنهم عدلوا عن قرار الإضراب، وأنهم لن يوقفوا العمل، لكنهم تراجعوا عن قرارهم وتسبب بعض السائقين في وقف الحركة منذ مساء أمس وهو ما أدى إلى حدوث شلل في حركة القطارات التابعة للهيئة.
وكانت إحصائية رسمية أصدرتها هيئة السكك الحديدية قد كشفت عن تكبّد الهيئة خسائر 146.3 مليون جنيه، نتيجة الاحتجاجات على شريط السكة الحديد، سواء من قبل الأهالي أو العاملين بالهيئة، منذ الثورة حتى فبراير الماضي، حيث تسببت الاعتصامات والتظاهرات على القضبان في تعطيل 7515 قطاراً على مستوى خطوط السكة الحديد بالجمهورية.
وقالت الإحصائية إن هذه الفترة شهدت 1286 اعتصاماً من الأهالي على شريط السكة الحديد، ما أدى إلى إيقاف 6514 قطاراً بمتوسط تأخير 160 دقيقة لكل قطار، كما شهدت نفس الفترة 131 اعتصاماً من قبل عمال الهيئة، بسبب مطالب فئوية أدت إلى تأخير 1001 قطار بمتوسط 80 دقيقة لكل قطار.
وتسببت مظاهرات الأهالي على شريط السكة الحديد في تحقيق الهيئة لخسائر قيمتها 132.7 مليون جنيه، بينما تسببت احتجاجات عمال الهيئة على القضبان في خسائر تقدر بنحو 13.6 مليون جنيه.
وشدد على أن الحوار مفتوح لجميع قائدي القطارات لبحث ومناقشة أية مطالب مشروعة، مؤكداً ضرورة النظر إلى المصلحة العامة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.