خيَّمت أجواء ساخرة في الشارع المصري على خلفية زيارة الرئيس مرسي إلى السودان، بعد أن تم تسريب أنباء تفيد بوجود اتجاه لدى الدولة المصرية نحو التنازل عن مثلث حلايب وشاتين وأبورماد للسودان.
واتخذ الموقف في مصر منحنى تصاعدياً بعد نشر صحيفة “الحرية والعدالة” التابعة لجماعة الإخوان المسلمين خارطة لمصر لا تتضمن منطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها مع الخرطوم، وأثارت الخارطة جدلاً واسعاً في جميع المواقع الإخبارية المصرية.
وفي هذا الصدد، شنَّ المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق هجوماً لاذعاً على الوعود المنسوبة للرئيس مرسي بتسليم تلك المنطقة الحدودية للسودان، حيث قال إن التنازل عن هذا الشريط الحدودي يمسّ الأمن القومي المصري وسيادة البلاد، وإذا فعل الرئيس ذلك سيلقنه الشعب ”درساً لا يُنسى”، كما أنه لا يملك حق التفريط فيها.
وعلى نحو موازٍ، عمَّت حالة من الغضب سكان المنطقة من قبائل “العبابدة والبشارية”، حيث قالوا “نحن مصريون والمنطقة تقع داخل القطر المصري”.
وفي السياق ذاته استنكر شباب 6 أبريل والأحزاب السياسية المناهضة لمرسي تلك التصريحات.
وفي المقابل، أكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إيهاب فهمي، في مؤتمر صحافي أمس الأحد، أن الرئيس لم يتطرق خلال مباحثاته ونظيره السوداني عمر البشير في العاصمة السودانية الخرطوم، الجمعة الماضي، إلى قضية حلايب وشلاتين.
وأضاف: “مَنْ يثير هذا الموضوع على الرأي العام المصري يريد المزايدة على الموقف المصري الرسمي إزاء حلايب وشلاتين الذي لم يتغير على الإطلاق، ويحاول أن يشتت الانتباه عن النتائج الإيجابية لزيارة الرئيس مرسي التي تستهدف تحقيق التكامل الاقتصادي بين مصر والسودان”.
ويعد السبب الرئيس في هذه الزوبعة تصريحات لمستشار الرئيس السوداني عمر البشير، أكد فيها عن وعود من الرئيس محمد مرسي بإعادة مثلث حلايب وشلاتين إلى الحكم السوداني. بحسب ما أوردت صحيفة “الأهرام” المصرية.
تعريف بمنطقة النزاع
يُذكر أن مثلث حلايب هو منطقة تقع على الطرف الإفريقي للبحر الأحمر مساحتها 20,580 كم2. توجد بها ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وأبورماد وشلاتين، أكبرها هي شلاتين وتقع في الجنوب الشرقي، وهي محل نزاع حدودي بين مصر والسودان، وبدأ النزاع الحقيقي منذ عام 1958 عندما قام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بإرسال قوات إلى المنطقة. يُشار إلى أن هذا المثلث غني بالموارد الطبيعية لاسيما البترول.