مع تصاعد أعمال العنف في سورية واتساع جغرافيا الاشتباكات المسلحة تزداد الأوضاع الإنسانية سوءا وترتفع أعداد النازحين داخل وخارج حدود سورية، بما لا يتناسب مع إمكانية تأمين كافة متطلباتهم المعيشية والصحية.
دموع هذه الأم النازحة مع طفلها تلخص واقع الحرب الطاحنة التي تعيشها سورية منذ أشهر طويلة.. أبسط مقومات الحياة الإنسانية غابت عن العديد من مناطق البلاد وأطبقت حالة من العوز المعيشي والصحي على آلاف السوريين.
مئات الآلاف فروا من منازلهم يحملون ثيابهم فقط على أجسادهم، والوجهة إلى بلاد الله الواسعة، محظوظ من أسعفه القدر بالوصول إلى أحد مراكز الإيؤاء التي أنشأتها الحكومة السورية، ويبقى الأطفال الوجه الأبرز لبؤس الأزمة.
لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد النازحين السوريين لكن تقارير أممية تتحدث عن مليوني نازح داخل سورية أغلبهم في دمشق ومدن الساحل، وأكثر من مليون خارجها.
المعارضون يتهمون السلطات الرسميةَ بتسييس العمل الإغاثي والتضييق على الناشطين في هذا المجال.
الحكومة السورية تقول إنها تقدم ما بوسعها لإغاثة المهجرين وتوفر لهم الحاجات الأساسيةَ كالمسكن والغذاء وحتى التعليم إن أمكن، فيما الكثير من النازحين يرفضون مغادرة بلادهم إلى دول الجوار ويفضلون جحيم وطنهم على جنة مخيمات اللجوء.. يقول مراقبون إن أطرافا خارجية تريد للوضع الإنساني أن يبقى مأساويا في سورية لأن المأساة جزء من لزوم حرب ساحتها سورية.
ورقعة الاشتباكات المسلحة في سورية تتسع، وترتفع معها حدة الأزمة الإنسانية والمعيشية التي تئن تحتها البلاد، والمتضررون جميعهم عينهم على المأوى والعين الأخرى على الغذاء والدواء.