تبدو الإدارة الأميركية الحالية الآن على مسافة خطوة من بدء تسليح المعارضة السورية أو توفير الدعم الميداني لها. وتقول مصادر المعارضة السورية في العاصمة الأميركية، إن الموقف بشكل عام مواتٍ لاتخاذ الخطوة المقبلة وإن لم تكن هناك وعود.
الذخائر والأسلحة الكرواتية
وأشارت المصادر ذاتها خلال لقاءات مع “العربية.نت” إلى أن الأميركيين سمحوا بإيصال شحنتين من الأسلحة الكرواتية إلى المعارضة السورية. وقال داعمو الجيش الحر إن الشحنات السابقة ساهمت إلى حد كبير في صد المدرعات التابعة للنظام، وساهمت أيضاً في توسيع رقعة سيطرة الثوار على مناطق غرب مدينة درعا الجنوبية، وهناك تقدّم للثوار غرب دمشق وتمكينهم في جنوب وشرق العاصمة.
لكن من غريب عمليات التسليح أن الذخائر التي تحتاجها الأسلحة الكرواتية تباطأت في الفترة الأخيرة، وهناك معلومات متناقضة تشير إلى أن الأميركيين أوقفوا شحنة ثالثة من الأسلحة والذخائر الكرواتية لأن بعض هذه الأسلحة سقطت في يد عناصر من جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات السلفية. وتشير معلومات أخرى إلى أن السلطات الأردنية تتبرّم من تسريب المعلومات عن دورها في إيصال الأسلحة إلى الثوار السوريين وتؤخّر إيصال الذخائر.
التسليح المقبل
يسعى المعارضون السوريون في واشنطن إلى إقناع الإدارة أيضاً بعدم الضغط على بريطانيا وفرنسا والأوروبيين فلا يجددون خلال الشهر المقبل حظر السلاح المفروض على سوريا، وبالتالي يتمكن الأوروبيون من إرسال أسلحة إلى الثوار السوريين، على أن تتبعهم الولايات المتحدة. وربما يأتي التسليح الأميركي أو تقديم الأميركيين للدعم الاستخباري المباشر من باب اللحاق بالركب، ما يدفع المعارضين في واشنطن للاحتفاظ ببعض الأمل هو أن تحرك واشنطن يعني تحوّلاً على الأرض، فالإدارة الأميركية كانت تقدّم المساعدات الإنسانية فقط، ثم قررت منذ أسابيع تقديم مساعدات تقنية للمعارضة السورية. وهذا ما فتح أبواباً كثيرة أمام تعاون واشنطن مع الجيش الحر وتحقيق تقدّم ميداني ولم يبق أمام الأميركيين غير خطوة واحدة لتقديم دعم بالأسلحة أو باستعمال الطائرات من دون طيار للمراقبة الحية.
القرار الأميركي المقبل
تسعى الإدارة الأميركية منذ أسابيع إلى التوصل إلى حل سياسي في سوريا وتعتبر أنه الحل الأفضل، لكن مؤشرات الوصول إلى هذا الحل تبدو قليلة، لأن النظام السوري يتلقى أسلحة وذخائر وطرق الإمدادات ما زالت مفتوحة من إيران إلى لبنان، وسيتمكّن النظام من الصمود لفترة طويلة بقوة السلاح.
ويخشى الأميركيون جداً من أن يتقاسم النظام والقوى الموالية له أرض سوريا مع قوى المعارضة وتصبح خريطة سوريا منقسمة بين النظام والميليشيات. والمخاوف من هذا التقسيم تدفع الأميركيين لتغيير موقفهم إن لم تُحسم سياسياً، فعندها سيسعون للضغط على بشار الأسد ليترك منصبه ويسمح بحل سياسي، وهذا ما يتحدث عنه وزير الخارجية جون كيري منذ أسابيع.