تمثل سوق دبي للسيارات الفاخرة وجهةً للخليجيين والأثرياء ولا ينافسهم في ذلك إلا السوق القطرية، وتتزين منطقة “العوير” التي تضم السواد الأعظم من مكاتب السيارات بأفخر السيارات بدءاً بمركبات البوغاتي ومروراً بالرولز رويس وانتهاءً بسيارات الدفع الرباعي.
ويكاد يُجزم مَنْ يطأ تلك المكاتب أنه في قلب “احتفالية” لأجمل مركبة أو عُرس حقيقي للسيارات في العالم، ولا تتوقف سوق السيارات في دبي عند ذلك المشهد، بل تستوقفك ألوان المركبات “الغريبة” والجديدة، فغالبية الزبائن تستهدف تلك السيارات التي طُليت بتركيبات جديدة من الألوان.
دبي مدينة لها سحرها الخاص في كل قطاع، في كل ركن وناصية.. وقطاع المركبات ليس بعيداً عن ذلك السحر، فكيف لا وشرطة دبي قد زيَّنت مرورها بسيارة “لامبرغيني” الفاخرة وتنتظر شوارع دبي سيارات “الفيراري” لتكون رفيقة درب اللامبرغيني كسيارات للشرطة، ووجود مثل تلك المركبات استفزت قريحة قائد شرطة دبي الفريق ضاحي الخلفان، فخط قصيدة بهذه المركبة، لتكون تحفة “مرور دبي” ووجهة سياحية قبل أن تكون مركبة للمخالفات، حيث قال: “ﺍﻟﻟﻤﺒرﺟﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﻔرﺍﺭﻱ.. ﻣﻈﻬﺮ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻟﺪﺍﺭﻱ.. ﺣﻴﺚ ﺑﺮﺟﻚ ﻳﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ.. ﻗﻤﺔ إﺑﺪﺍﻉ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭﻱ”.
فيصل أحمد، صاحب شركة “الأمير موتورز”، قال في تصريح خاص لـ”العربية.نت” إن مكتبه تخصص بسيارات الـ”لاكجري” (أي الفاخرة)، حيث إنه يستهدف زبائن معينين وطبقة خاصة في المجتمع.
وأكد فيصل أن الإقبال لديه على سيارات “الرولز رويس والبنتلي” بشكل أكبر من قبل “الأثرياء”، في حين أن سيارات “السبورت” لها عشاقها من جيل الشباب.
وأشار إلى أن طلب هذا الجيل يأتي بكثرة على نوعيات البوغاتي والفيراري واللامبرجيني ومركبات “الفور ويل”، بالإضافة إلى نوعيات أخرى فاخرة، مضيفا أن الطلب لم يعد مقتصراً على المركبات فقط بل حتى على “الهيلوكبتر-المروحيات” أيضا، وبمواصفات خاصة.
وحول أغلى سيارة باعها مكتب الأمير، قال فيصل: “بالطبع هي سيارة البوغاتي فيتيس التي اشتراها زبون بـ7.5 مليون درهم”، مضيفاً أن أسعار سياراته المعروضة تبدأ من نصف مليون درهم إلى 5 ملايين، بينما هنالك مركبات أغلى بالثمن هي حسب الطلب.
وأشار فيصل إلى أن هنالك زبائن تطلب إضافات معينة في السيارات وعادة ما يقوم باستيرادها من الشركات الأم المصدرة لتلك السيارات الفاخرة، معترفاً بأنها أقل تكلفة من استيرادها من السوق المحلية، فقطع الغيار التكميلية الخاصة باهظة الثمن في دبي، وهو ما يجعله يضطر لاستيرادها من الخارج.
وأكد فيصل أن الهنود الأكثر شراءً وإقبالاً على سيارات الـ”لاكجري” والفاخرة من الإماراتيين أنفسهم أو الخليجيين بشكل عام، مبيناً أنه بعد الهنود تأتي الجنسية الإيرانية ثم الخليجية بشكل عام.
واعترف فيصل بأن سوق قطر تتفوق على جميع الأسواق العربية، خصوصاً أن الزبون القطري يعشق الإضافات في أي مركبة يبتاعها، خاصة بالألوان الغريبة والتركيبات الجديدة بالإضافة إلى الإكسسوارات الداخلية.
وأوضح فيصل أن سوق الامارات للسيارات منتعشة في الفترة الأخيرة بسبب الإقبال حتى من قبل تجار في كثير من الدول العربية.
ومن جهته، قال حيدر الهاشمي صاحب معرض الزهور للسيارات لـ”العربية.نت” إن المركبات الفاخرة تباع أحياناً أكثر من “الوكالة” ذاتها، بل إن الأسعار تفوق ما تعرضه الوكالة، موضحاً أن غالبية الشباب في الإمارات، سواء مواطنين أو مقيمين، يطلبون الموديل قبل وجوده في الوكالة، مؤكداً أن لديه حتى الآن أكثر من 10 طلبيات لسيارات “الكورفت ورينج روفر السبورت” موديل 2014، مبيناً أن الزبائن تودُّ قيادة تلك المركبات قبل عرضها في السوق ليكونوا أول من يقود تلك المركبات في شوارع الامارات.
وأضاف الهاشمي أن بعض الشباب يطلب أن يصل الموديل الجديد إليه قبل شهرين من عرض الموديل بالسوق، ولهذا نلجأ لاستيراد النوع المرغوب من الشركة الأم قبل توزيعها على أصحاب الوكالات، مشيراً إلى أن غالبية السيارات الفاخرة تجد بعضها يُباع في الصيف قبل عرضها في الوكالة، حيث جرت العادة أن ينزل الموديل الجديد في أكتوبر من كل عام.
وبيَّن الهاشمي أنه وكثير من المكاتب كانوا يبيعون “رينج روفر سبورت” بـ750 ألف درهم بينما هي أقل في الوكالة بـ100 ألف، لكن في ظل عدم توافرها تزداد أسعارها.
ونوَّه الهاشمي إلى أن هنالك نوعين من السيارات في السوق: النوع الأول ما يطلق عليه تحت الخمسين، وهي السيارات الرخيصة، والنوعية الثانية ما تسمى بسيارات فوق 400 ألف درهم، وهي السيارات الفاخرة.
وقال الهاشمي إن الشباب يقبل كثيراً على “الجلاّد – الفويل” والذي يوضع على هيكل المركبة ليغير لونها أو في بعض الأنواع يكون شفافاً، وأسعارها تبدأ من 2000 درهم إلى 25 ألف درهم، فالنوع الأول يغيّر لون السيارة لكن متى ما أراد صاحبها إعادة لونها الأصلي يزيل “الجلاد”، أما النوع الثاني الشفاف فهو يقي السيارة من حرارة الشمس والأتربة والاحتكاكات الخفيفة في الحوادث، مشيراً إلى أن تلك الاضافات مرغوبة بشدة.
وبيّن الهاشمي أنه بالرغم من أن المكاتب قد لا تبيع أكثر من 20 سيارة فاخرة في الشهر، إلا أن أرباحها تفوق بيع 500 سيارة عادية، مضيفاً أنه لا يستطيع تحديد كمية السيارات الفاخرة المباعة، لكنه يعتقد أنه شهرياً تُباع أكثر من 1000 سيارة فقط في سوق العوير، بينما السيارات العادية فلا حصر للأعداد، فبعض المكاتب قد يبيع 20 سيارة يومياً، وهو ما يعني عشرات الآلاف من السيارات العادية المباعة شهرياً في سوق العوير.