“العطور العثمانية” اسم أطلقه الموسيقار، جوليان جلال الدين فايس، على عرض موسيقي تجلّى فيه المنشد الحلبي، عمر سرميني، وجمع فيه سحر الموّشح بوجع الوطن.
وأنشد سرميني مع مجموعة الكندي الشهيرة، وملأ القاعة بأغان حلبيٍة مُحملة بسحرِ الموشحِ، تقاوم احتضار الوطنِ في أداء ترافق فيه الجمال مع الحزن.
ولم يغادر المنشدُ الحلبي، سرميني، مدينتَه سوى مرتين منذ اندلاع الثورة السورية قبل عامين.
والتحق سرميني بمجموعةِ الكندي التي استقرت منذ عامين في اسطنبول، وذلك بعد 3 عقود من الإبداع في تطويرِ الموسيقى الصوفية في حلب، بقيادة الموسيقار فايس.
ويعد عرض “العطورِ العثمانية”، الذي قدمته مجموعة الكندي، مرحلة متقدمة في إبداع فايس بعد أعماله الراقية في الموسيقى الصوفية العربية.
ويعشق فايس إدماج الألوان الفنية وإحياء الآلات الوترية، وهو حرص هذه المرة على تقديم العرض رغم ظروفه الصعبة، مثله مثل المنشد الحلبي.
ومثلما يقاوم المنشدُ الحلبي الحزن واليأس أمام احتضار الوطن المثخن، فإن الموسيقار، عازف القانون، يصارع بدوره السر العضال، ولعل في الوتر دواء.