نددت وزارة الخارجية التونسية في بيان نشر على صفحتها الرسمية في الفيسبوك بما اعتبرته هجمة على قطر، ويأتي البيان على خلفية هجمة غير مسبوقة يشنها ناشطون تونسيون في المواقع الاجتماعية وفي وسائل الإعلام التونسية المختلفة، على ما اعتبروه تدخلاً قطرياً في شؤون البلاد دعوة إلى وقف هذه الحملات.
وفي تصريح إذاعي نفى سفير قطر بتونس أن تكون لدولته أجندة سياسية أو اقتصادية في أي دولة كانت، مكذباً كذلك الأخبار التي تتحدث عن علاقة خاصة تجمع قطر بحركة النهضة.
وورد في بيان وزارة الشؤون الخارجية “رفضها التام لكل ما من شأنه أن يعكّر صفو هذه العلاقات القائمة على مبدأ الأخوّة والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين”.
وأهابت وزارة الشؤون الخارجية “بجميع القوى الحيّة في وطننا العزيز التوجّه نحو العمل البنّاء، بما يبعث برسالة طمأنة إلى أشقائنا وشركائنا في الخارج، ويساعد على نجاح المسار الانتقالي الذي تخطوه بلادنا على درب تحقيق أهداف ثورة 14 يناير/كانون الثاني المجيدة”.
وكانت حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس قد أصدرت الخميس الماضي بيانا وقعه رئيسها راشد الغنوشي انتقد فيه ما أسماه الحملة الإعلامية التي تتعرض لها دولة قطر ورموزها من قبل أطراف سياسية وجهات اعلامية، معتبرة أن هذه الحملة تجاوزت كل أخلاقيات النقد لبلد شقيق لم يتردد في مساعدة تونس ثورة وشعبا قبل الثورة وبعدها، واعتبر البيان أن هذه الحملة التي تسيء إلى قطر مثلما تسيء إلى تونس”.
وكان السفير القطري بتونس سعد بن ناصر الحميدي قد أقر في تصريحات صحافية بالعاصمة التونسية أن الحملة التي تشنها بعض الأطراف على قطر في تونس تدخل في إطار الصراعات الانتخابية بين الأحزاب، وعبر السفير في مداخلة هاتفية له في برنامج إذاعي عن أسفه لأن تكون دولة قطر هي الضحية، خاصة أمام الاتهامات الكثيرة الموجهة لبلده والتي وصفها بغير المبررة.

قطر
وأكد الحميدي، الذي كان يتحدث لإذاعة شمس أف أم المحلية أن علاقة قطر بتونس علاقة متميزة تتسم بالوضوح والصراحة، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي تدخل لقطر في السياسات التونسية، موضحاً أن العلاقة لا تعدو أن تكون علاقة دولة بدولة.
ونفى سفير قطر بتونس أن يكون لدولته أجندة سياسية أو اقتصادية في أي دولة كانت، مكذباً كذلك الأخبار التي تتحدث عن علاقة خاصة تجمع قطر بحركة النهضة.
وتزامنت بيانات النهضة ووزارة الخارجية التونسية مع استقبال رئيس الحكومة المؤقتة علي العريض قبل يومين لوفد من جمعية قطر الخيرية في أعقاب جولة لهذه الجمعية في عدد من المناطق التونسية وتقديمها لمساعدات بقيمة تناهز 15 مليون دولار، من بينها توزيع عدد من الشقق السكنية في بعض المناطق، كما قام الوفد الذي ترأسه يوسف بن أحمد الكواري رئيس الجمعية بتوقيع اتفاقية شراكة بين جمعية قطر الخيرية وبنك الزيتونة، كما توجه الوفد إلى وزارة الفلاحة بالعاصمة تونس، حيث تم الالتقاء بإطارات مسؤولة بالوزارة ومناقشة عدة نقاط من بينها إيجاد السبل والوسائل اللازمة لمساعدة المناطق المهمشة خاصة من ناحية التمويل.
وكان ناشطون على الإنترنت في تونس قد أطلقوا قبل أكثر من أسبوع حملة أطلقوا عليها “حملة التطاول على قطر” اتسمت بالتهكم والسخرية، وذلك رداً على تهديد رئيس الجمهورية محمد منصف المرزوقي، في الكلمة التي ألقاها خلال موكب تسليمه للدفعة الأولى من الأموال المنهوبة في قصر الرئاسة بقرطاج، لكل من يتطاول على قطر بالسب والشتم بأن يتحمل مسؤوليته أمام ضميره قبل أن يتحملها أمام القانون، ويسعى مسؤولون تونسيون من رئاسة الجمهورية وحزب النهضة إلى التخفيف من تداعيات هذه الحملة بتصريحات مختلفة، من بينها وفق وكالة الأنباء التونسية الرسمية اتصال من المنصف المرزوقي الرئيس التونسي بولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قالت الوكالة، إن هذه المكالمة جاءت تأكيداً من الرئيس المنصف المرزوقي خلال حفل تسلم تونس أول دفعة من الأموال المنهوبة، على دور قطر في استرجاع هذه الأموال.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *