أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مضاعفة المساعدة الأميركية “غير القاتلة” للمعارضة السورية التي تقاتل نظام دمشق بما في ذلك معدات “عسكرية دفاعية” لم يكشف عنها. وقال كيري للصحافيين في ختام اجتماع مجموعة اصدقاء سوريا إن قيمة هذه المساعدة الإضافية تصل إلى 123 مليون دولار، ما يرفع قيمة المساعدة الاجمالية الاميركية للمعارضة السورية إلى 250 مليون. ولفت إلى تحقيق نتائج مهمة جداً في الاجتماع. إلى ذلك حذر من امتداد النزاع السوري إلى الجوار. وأكد أنهم متفقون على أن العملية الانتقالية في سوريا يجب أن تكون سلمية.
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إن الاتحاد الأوروبي سيناقش في الأسابيع المقبلة مسألة حظر السلاح على مقاتلي المعارضة السورية، في حين كرر معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري، دعوة روسيا إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري، واتخاذ موقف ايجابي لوقف نزيف الدم السوري. وطالب إيران بالكف عن التدخل في الأزمة السورية، كما شدد على أن العدالة الانتقالية جزء من تفكير ومخطط المعارضة السورية.
وكان اجتماع أصدقاء سوريا، بدأ السبت، في اسطنبول، بحضور وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، استكمالاً لسلسلة محاولات دولية لإيجاد مخرج للأزمة السورية. وأفادت مراسلة “العربية”، ريما مكتبي، من اسطنبول، أن اللقاء حصل بالجهة الأوروبية من تركيا بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومعاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري، ولم يسمح سوى بدقيقة للصحافيين لالتقاط الصور، بعدها اتجه الصحافيون إلى الجهة الآسيوية من تركيا لانعقاد المؤتمر.
وقالت مراسلة “العربية” إن “الولايات المتحدة دعمت سوريا بما يفوق 100 مليون دولار، وهي مساعدة غير مميتة، أي لا علاقة لها بالأسلحة.” وأضافت مراسلة “العربية” أن “هناك خرقاً نوعياً ستطبقه الدول الأوروبية، حيث تتوجه أكثر إلى تسليح المعارضة، فقد أفادت بعض المصادر لـ”العربية”، أن الحظر الجوي الذي فرضه الاتحاد الأوروبي، سيبطل خلال شهر مايو/أيار”.
كما أفادت مصادر عربية، ستتوجه الدول الأوروبية على رأسها بريطانيا وفرنسا بعد شهر مايو/أيار إلى دعم المعارضة السورية بالسلاح، ولن تقف الولايات المتحدة ضد ذلك، علماً بأنه ليس هناك تغير جذري بالموقف الأميركي من ناحية السماح بدخول الأسلحة إلى سوريا.
يذكر أن النقطة الأبرز التي تحظى بالنقاش خلال اجتماع اليوم، ترتكز على مناقشة الأزمة السياسية لدى المعارضة، وعما إذا كان رئيس الحكومة غسان هيتو مقبولاً أو غير مقبول لدى السوريين.
وعلى الرغم من مطالبة معارضي الأسد بالسلاح، رفضت الولايات المتحدة والدول العشر الأخرى الغربية والعربية التي تدعم المعارضة السورية حتى الآن، تزويدها بالأسلحة خوفاً من وقوعها في أيدي مجموعات متطرفة.
ويشارك في الاجتماع عدد من وزراء خارجية إحدى عشرة دولة غربية وعربية، إضافة إلى مسؤولي الائتلاف الوطني السوري المعارض.
ويعتبر طلب المعارضة السورية للسلاح، مطلباً تدعمه بعض الدول الغربية، على غرار فرنسا وبريطانيا، وتتحفظ عليه ألمانيا وأميركا، كما تسعى باتجاه تحقيقه دول عربية وتركيا.
وفي ذات السياق، قال وزير الخارجية الألماني فسترفيله “نتوقع من المعارضة في سوريا أن تنأى بنفسها بشكل واضح عن القوى الإرهابية والمتطرفة”، مضيفاً “نحن كحكومة ألمانيا تساورنا شكوك عندما يتعلق الأمر بإمدادات السلاح، لأننا قلقون من أن تصل هذه الأسلحة إلى الأيدي الخطأ.”