أكدت العديد من الدراسات أن للغذاء تأثيرا مهما على الخصوبة وعلى إمكانية نجاح معالجة العقم لدى الزوجين، فبالنسبة للإناث تعد اضطرابات الإباضة من أكثر الأسباب وراء العقم، وقد وُجد أن للغذاء تأثيرا كبيرا على الإباضة.
وقال جورج شفارو، الباحث في مجال العقم في كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد، في لقاء إذاعي على راديو ناشونال في استراليا إن “عوامل الخطر التي تزيد من الإصابة بأمراض القلب والسكري كانت عوامل خطر لاضطرابات الإباضة أيضاً”.
وأضاف: لارتفاع سكر الدم تأثير مهم على عملية الإباضة، إذ يضاعف ارتفاع سكر الدم لدى النساء من خطر حدوث اضطرابات الإباضة لديها.
وأشار إلى ان لنوع الطعام وخاصة النشويات والسكريات تأثيرا كبيرا على ارتفاع سكر الدم، وللبروتينات تأثيرٌ أيضاً، إذ وُجد أن خطر حدوث اضطرابات الإباضة كان منخفضا لدى النساء اللواتي كان مصدر البروتينات في طعامهن من مواد نباتية مثل (مثل البقوليات والمكسرات)، أما للدهون فقد زادت كمية الشحوم المشبعة التي تتناولها المرأة من خطر حدوث اضطرابات إباضة لديها.
السمنة وزيادة الوزن
وأكد شفار أن السمنة وزيادة الوزن من العوامل المؤثرة في خصوبة المرأة بالإضافة لارتباط نجاح معالجة العقم بها، إذ إن هناك علاقة عكسية بين وزن المرأة وإمكانية نجاح علاج العقم وحدوث الحمل بعد المعالجة، أي بكلمة أخرى: كلما زاد وزن المرأة كلما انخفضت فرصة نجاح معالجة العقم. والملفت أن زيادة الوزن عند الرجل له تأثير أيضاً على نجاح معالجة العقم عند الزوجين.
نصف أسباب العقم وعدم حدوث الحمل عند الزوجين يعود لأسباب تتعلق بالرجل وخاصة الأسباب التي تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية لديه.
وتؤثر مشاهدة التلفاز ومقدار الوقت الذي يقضيه الرجل أمام التلفاز على خصوبته وعلى عدد الحيوانات المنوية لديه.
وفسر الخبراء ذلك بأن الجلوس المديد أمام التلفاز يؤدي لارتفاع درجة حرارة الصفن ومن المعروف أن عملية إنتاج الحيوانات المنوية عند الرجال تتأثر بالحرارة بشكل كبير، حيث وجد أن عدد الحيوانات المنوية عند الرجال الذين يقضون 20 ساعة أمام التلفاز أقل بمقدار النصف مما لدى الرجال الذين لا يشاهدوا التلفاز إلا نادراً. وبالمقابل كان عدد الحيوانات المنوية أعلى بنسبة 70% عند الرجال النشطين جسديا مقارنة مع الرجال الذين يعيشون حياة خاملة.
ولفت الباحث إلى ان للمهن التي تتطلب الجلوس المديد تأثير على عدد الحيوانات المنوية أيضاً إذ انخفض عددها عند الرجال الذين تتطلب مهنتهم الجلوس المديد وسبب ذلك ارتفاع درجة حرارة الصفن أيضا. كما يؤدي استعمال الكومبيوتر المحمول ووضعه على الحضن لفترة طويلة إلى رفع حرارة الصفن أيضاً وبالتالي انخفاض بعدد الحيوانات المنوية.
واختتم شفارو حديثه بأن أسباب العقم تعود لاضطرابات لدى المرأة والرجل وليست بسبب مشاكل صحية لدى المرأة بمفردها، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة وطبيعة الطعام والنشاط الجسدي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الخصوبة ونجاح علاج العقم.