استعاد فنانون ونقاد عراقيون في شارع المتنبي في بغداد الجمعة، الدور الكبير والمؤثر في مسار الأغنية العراقية والعربية للفنان الراحل رضا علي، الذي عمل على تطوير الأغنية ومدها بالروح العراقية.
وقال الناقد والباحث الموسيقي سعدي السعدي في جلسة أدارها الإعلامي عادل العرداوي في قاعة بيت المدى، إن “الفنان رضا علي ترك إرثا موسيقياً وغنائياً كبيراً سيبقى راسخا في الوجدان”. وأضاف أن هذا الإرث “يحكي دوره المؤثر والكبير في رسم ملامح تطوير الأغنية في العراق، بل امتد تأثيره إلى الساحة الغنائية العربية”. وتابع السعدي قائلاً: “للفنان الراحل رمزية وخصوصية في ما يتعلق بأغنيته العراقية المشبعة بالعاطفة والإنسانية والجمال مما دفع بتجربته لكي يمتد تأثيرها على الساحة الغنائية العربية”.
إلى ذلك، قدم الفنان مجدي حسين خلال الاحتفالية مع فرقة التراث العراقي عددا من الأغاني التي اشتهر بها الفنان رضا علي وأبرزها أغنية “سمر سمر” حيث تفاعل مع تلك الوصلات الغنائية الحضور.
لمسة عاطفية
يذكر أن صيت الفنان رضا علي المولود في جانب الكرخ في بغداد العام 1929، ذاع في حقبة الخمسينيات، بعدما قدم لوناً غنائياً ولحنياً تميز بذائقة عاطفية وإنسانية حتى أصبح محط اهتمام الفنانات العربيات وفي مقدمتهن فائزة أحمد وسميرة توفيق.
هذا ودرس علي في معهد الفنون الجميلة في بغداد. وكانت بدايته مع قسم التمثيل قبل أن يتخصص بالموسيقى وانضم نهاية الأربعينيات إلى فرقة الإذاعة. وشكل مع الشاعر الغنائي سيف الدين ولائي في ما يعد أنموذجاً للأغنية العراقية الجميلة وقدما أغاني عدة تجاوزت شهرتها الساحة العراقية.

رضا علي
إلى ذلك، تعرض الفنان الراحل رضا علي في ثمانينيات القرن الماضي الى مضايقة السلطة والتهديد بترحيله لكونه كرديا، حتى أصبحت أغانيه في تلك الفترة محتجبة عن البث الاذاعي.
تجربة السينما وحب القصائد
ولم يقتصر دور علي على الغناء والتلحين فقط، بل شارك في أفلام سينمائية عديدة منها “لبنان في الليل” الذي تم تصويره في بيروت بمشاركة صباح وسميرة توفيق ورشدي أباظة، وغنى فيه أغنيته الشهيرة “اسألوه لا تسألوني”. كما اهتم رضا بتقديم القصائد المغناة، فغنى للشاعر زكي الجابر قصيدة “ذكريات” وكذلك غنى القصائد الدينية الرمضانية.
وغادر الفنان رضا علي العراق مطلع العام 1999 بعد تكريمه من قبل نقابة الموسيقيين واستقر في ألمانيا من أجل العلاج من أمراض كان يعاني منها .وواجه هناك ظروفا مادية صعبة للغاية دفعته للعمل بعيداً عن الفن، قبل أن يعود بعد غزو العام 2003. وقد توفي في السادس من أبريل/نيسان 2005.
ومن أغانيه الذائعة الصيت ” خلهم يكولون” و”مركب هوانا” و”على الميعاد” و”سرب الكطا” و”جيرانكم يا أهل الدار” و”ياورد الورود” و”سلمنا ياريح الهاب” و”خي لاتسد الباب” وغنتها فائزة أحمد في بغداد العام 1956.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *