حمل المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، الذي سُجِل اسمه في قائمة كبار مخرجي السينما العالمية بعد أن تميزت أفلامه الروائية بموضوعاتها الفلسطينية، إنتاجه الجديد، وهو فيلم “عمر”، الى مهرجان كان السينمائي حيث تم عرضه في مسابقة “نظرة ما”.

وتدور قصة الفيلم حول عامل مخبزة يدعى عمر، تفادى رصاص القنص الإسرائيلي يوميا، وعبر الجدار الفاصل، للقاء حبيبته نادية. بيد أن الأمور تنقلب حينما يعتقل العاشق المناضل من أجل الحرية خلال مواجهة عنيفة مع جنود الاحتلال، تؤدي به الى الاستجواب والقمع. ويعرض الجانب الإسرائيلي على عمر العمل معه مقابل حريته، فيبقى البطل ممزَّقاً بين الحياة والرجولة.

واستقبل فيلم “عمر” بحفاوة كبيرة في مهرجان “كان” لمستواه الفني وأداء ممثليه العفوي الذي أعطى بعدا واقعيا لقصة الفيلم.omar film
هاني أبو أسعد.. مخرج متعدد الثقافات

وتحدث المخرج هاني أبو أسعد لـ”العربية.نت” عن فيلمه قائلاً: “نحن هنا في أكبر المهرجانات العالمية، وهذا الفيلم هو لفلسطين وللعرب. كما أن الفيلم تحية للسينما المصرية فهو من طينة “الكرنك” و”في بيتنا رجل” وأفلام أخرى تنتمي للسينما السياسية”.

وتابع قائلاً: “من الطبيعي أن أبرز ما تعانيه العائلة الفلسطينية بسبب جدار العار العنصري الذي قسم العائلة الفلسطينية الى نصفين”، معرباً عن أمله بأن يساهم عرض الفيلم ضمن مهرجان “كان” في لفت الرأي العام الدولي حول عمله.

وأكد أبو أسعد أنه “مخرج متعدد الثقافات”، حيث إنه فلسطيني وثقافته السينمائية كانت في بداياتها مصرية ثم اتسعت لتصبح أميركية وهندية وأوروبية مع سينمائيين على غرار تروفو وغودار وفاسبيندر، وتعززت بعد ذلك بالسينما الكورية واليابانية والإيرانية.

وقال المخرج: “كل هذه الثقافات السينمائية تلهمني لكنني لا أشعر بأن صلة ما تربطني بالسينما الإسرائيلية، وكأن حاجزا يفصل بيني وبين فن المحتل. ربما أنني لم أتجاوز وقع الصدمة”.

ومن جهته أكد الممثل آدم بكري الذي قام بدور “عمر” أن النجاح الذي لاقاه الفيلم يعتبر “شيئا عظيما للشعب الفلسطيني. هنا يشاهدنا العالم ليعرف مدى معاناة الشعب الفلسطيني”.

أما الممثلة الفلسطينية الواعدة ليم لوباني التي أدت دور “نادية” فكشفت أنها كانت على ثقة من حصد الفيلم لنجاح باهر في مهرجان كان “لأننا قدمنا قضيتنا العادلة”.

والممثل سمير بشارات الذي أدى دور أمجد قال بدوره: “شعوري لا يوصف بهذا النجاح. بالنسبة لي هذه هي المرة الأولى التي أحضر فيها المهرجان ونجاح الفيلم وهذا الاستقبال قد أبكاني”.

يذكر أن اهتمام الصحافة العالمية الموجودة في مهرجان كان بموضوع الفيلم وتقنياته العالية جعل تكهنات النقادِ تذهب الى احتمال فوزه بإحدى الجوائز الذي سيعلن عنها في 26 مايو/أيار.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *