العربية – أكد مصدر عسكري مصري في سيناء أن عملية إطلاق سراح الجنود المصريين المختطفين السبعة بسيناء قد جرت صباح اليوم الأربعاء، بفضل جهود المخابرات الحربية وشيوخ القبائل بسيناء.
ونقلت وكالة “معا” الإخبارية عن المصدر قوله: “إن أجهزة الأمن المصرية تلقت إخطاراً بعملية تحرير الجنود السبعة، وعلى الإثر قامت طائرة مروحية عسكرية بالإقلاع باتجاه مكان تحريرهم للعودة بهم من منطقة صحراوية جنوب العريش إلى القاهرة”.
وقالت مصادر إن الخاطفين اصطحبوا الجنود إلى منطقة “بئر لحفن” التي تبعد عن جنوب مدينة العريش 15 كيلومتراً، وتركوهم على الطريق، حيث استوقف الجنود بعد ذلك سيارة كانت في طريقها لمنطقة العوجة، وأخبروا السائق بأنهم هم الجنود المخطوفون، فقام باصطحابهم إلى أقرب كمين عسكري.
وأشارت المصادر الى أن الخاطفين تركوا الجنود من دون عمليات عسكرية أو تفاوض.
مرسي يستقبل الجنود
واستقبل الرئيس المصري محمد مرسي الجنود السبعة المحررين وتوجّه إليهم بالتهنئة، كما توجّه بالتهنئة والتقدير إلى قيادات القوات المسلحة والداخلية والمخابرات العامة والحكومة، وخصّ بالذكر، في كلمة ألقاها خلال استقباله للجنود المحررين بمطار ألماظة العسكري، الفريق عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وباقي قيادات الجيش، وكذلك اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، وقيادات الأمن المركزي والمخابرات العامة والعسكرية. كما شدد على أن هذه ليست عملية قصيرة وتنتهي.
وطالب الرئيس المصري الجميع في سيناء بتسليم سلاحهم؛ لأن “السلاح لا يجب أن يكون إلا مع السلطة مع القوات المسلحة والشرطة”، بحسب تعبيره. وأضاف أن “القانون فوق الجميع ولا يمكن أن يتم ابتزازنا ولا نتخذ أي إجراءات استثنائية متهورة”.
إلى ذلك، لفت مرسي في كلمة خلال مؤتمر صحافي عقب عودة الجنود المختطفين إلى أن “مَنْ يُجرم ويخالف يجب أن يحاسب”. وتابع قائلاً: “لسنا دعاة حرب، ولكننا قادرون على أن نحقق الأمن داخل وخارج حدودنا، ونحمي التنمية والاستقرار والسلام”. كما شكر كل مَنْ ساهموا من أبناء مصر في إنجاز هذه المهمة، مثمناً جهود أهالي سيناء الذين تعاونوا مع رجال القوات المسلحة والمخابرات لكي تتم هذه العملية.
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة أعلن في وقت سابق من صباح الأربعاء، أنه تم إطلاق سراح الجنود السبعة المختطفين في سيناء، وأنهم في طريقهم إلى القاهرة بعد وساطة مشايخ من المنطقة. وقال العقيد أحمد محمد علي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن “الجنود المصريين المختطفين السبعة في طريقهم إلى القاهرة، بعد إطلاق سراحهم نتيجة جهود للمخابرات الحربية المصرية، بالتعاون مع شيوخ قبائل وأهالي سيناء الشرفاء”.
من جهة أخرى، أفاد مراسل “العربية” أن الجنود الذين تم تحريرهم اتصلوا بذويهم لطمأنتهم، وأنهم لم يتعرضوا لأي تعذيب، وتوجهوا على متن طائرة عسكرية إلى القاهرة، حيث يتوقع أن يستقبلهم الرئيس المصري، والفريق السيسي وقيادات عسكرية أخرى. ولفت مراسل “العربية” نقلاً عن مصادر عسكرية إلى أن الحملة في سيناء لم تنته، وأن العملية لن تقفل قبل أن يتم القبض على الخاطفين.
إعادة فتح معبر رفح
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، عن إعادة فتح معبر رفح البري، بعد 6 أيام من إغلاقه في أعقاب اختطاف 7 جنود مصريين في شمال سيناء المصرية. وقالت الوزارة في بيان أصدرته إن السلطات المصرية أبلغتهم صباح اليوم، بقرار إعادة فتح المعبر. كما أوضحت أن السفر سيكون فقط لأصحاب الحاجات الماسة، من “المرضى، وأصحاب الإقامات في الخارج، وحملة تذاكر الطيران، وأصحاب جوازات السفر الأجنبية”، مطالبة إياهم بضرورة التوجه للمعبر الآن.
وكان أفراد شرطة مصريون أغلقوا المعبر احتجاجاً على خطف الجنود، الأمر الذي تسبب باحتجاز مئات المسافرين الفلسطينيين على جانبي المعبر.
استعدادات عسكرية
يأتي هذا التطور بعد ورود أنباء عن اشتباكات بين قوات الجيش ومسلحين في مدينة رفح المصرية، بالتزامن مع الاستعدادات العسكرية المكثفة لقوات الجيش المصري لبدء عملية تحرير الجنود المختطفين. في حين أفاد فيه مراسل “العربية” بأن حادث انفجار اللغم الذي وقع في رفح مساء أمس الثلاثاء، كشف عن استعدادات الجماعات المسلحة للمواجهة مع الجيش.
وبالتزامن مع الاستعدادات العسكرية المكثفة يبدو أن الجماعات المسلحة هناك بدأت هي الأخرى الاستعداد فعليا للحظة المواجهة العسكرية، هكذا علق محللون عسكريون على حادث الانفجار الغامض الذي وقع في رفح مساء الثلاثاء، وأودى بحياة مسلح مجهول الهوية. وبحسب محللين فقد كشف الحادث عن تحركات لعناصر مسلحة، يشتبه بكونها جهادية، تعد لمواجهة مع قوات الجيش المنتشرة في المنطقة، هذه العناصر على ما يبدو تعد عدتها لمباغتة القوات بهجوم عن بعد، أو بزرع عبوات ناسفة يتم تفجيرها عن بعد على الطرق المحتملة لتحركات القوات.
لغز اللغم المنفجر
ولعل زيارة لموقع الانفجار ترسم ملامح أقرب للمشهد، وتوضح حقيقة ما حدث، فالقتيل بحسب مصادر، قام بزرع لغم أرضي وهم بزرع لغم آخر، إلا أنه انفجر في وجهه أثناء إعداده، وقد تم العثور على اللغم المعد سلفا مغطى بأغصان زيتون.
من جهتها أصدرت عائلة حمادة أبوشيتا، المعتقل الذي يطالب خاطفي الجنود بإطلاق سراحه كشرط للإفراج عن المختطفين، بيانا دانت فيه حادث الاختطاف.