كتب أمين قمورية في النهار اللبنانية:
أسقط الجيش اللبناني المربع الامني في عبرا. وكان لا بد من اسقاطه، لان عدم تجفيف هذه البؤرة الامنية بعد المأساة التي حصلت كانت ستسقط الجيش نفسه كآخر درع موحدة تحمي الوطن.
أزيل مربع، لكن المربعات الاخرى الباقية أكثر من ان تعد وتحصى على امتداد خريطة الوطن. ففي كل زاروب أسير وفي كل شارع عبسي وفي كل حي حزب أو حركة. صار كل متر مربع من لبنان مربعا امنيا، وخطر اي منها ليس من دون خطر المربع الراحل، فهو احدثها وأقلها خبرة. واذا كانت كلفة التخلص من مربع واحد، لعله الأصغر، ليست فقط عشرات الضحايا والاضرار الهائلة بل كادت ايضا تهدد البقية الباقية من استقرار وتماسك اجتماعي ووحدة وطنية، فأي نتيجة قد يحصد اللبنانيون اذا ما ثارت تلك المربعات على الدولة واحدها تلو الآخر؟
الحل العسكري، على غرار ما حصل في صيدا، كان لا مناص منه. ولكن من الصعب تكراره لان الكلفة قد تكون اكثر بكثير من الطاقة اللبنانية على التحمل. فالتعبئة المذهبية في اشدها، وتبادل الاتهامات بالتخوين في ذروته، والسلاح في كل يد، والانانية الحزبوية في قمتها، وغياب المصلحة العامة في احلى حالاته، والسياسة في خبر كان، والارادة السياسية للتوافق مفقودة، ولغة الحرب في اعلى تجلياتها، وسايكس – بيكو سقط فعلا في سوريا واسقط معه الحدود وصار لكل صنف من صنوف الحرب الشامية وتجلياته رديفه اللبناني وتجلياته، والعبث الخارجي في الساحتين تجاوز كل السقوف المعروفة. فصار كل مربع عنوانا لـ”مؤامرة” أو لـ”فتنة” أو “فخ” أو “لغم” صنع في هذه الدولة أو تلك من الدول المتقاتلة في الساحات المشرقية العربية أو عليها.
عند فوران أي مربع أمني لسبب داخلي أو بكبسة زر خارجية، ترتعد فرائص اهل البلد ويملأ القلق سماء الوطن وتبعث في الاذهان ذكريات السنوات السود المنصرمة، لذا لا بد من البحث عن حلول اخرى، قبل ان تبتلع المربعات الاخرى آخر معالم الدولة لتعلن انهيارها الكامل. فانهيار الدولة هو اوكسيجين الحرب الاهلية الذي سخن جمرها وبات ينتظر ساعة الصفر لاطلاق حممها.
هل الحل السياسي لا يزال ممكنا؟ وهل من قرار موحد قادر على تنظيم خلافات المربعات لئلا تنفجر؟
ربما البحث عن حل كهذا صار اصعب من البحث عن ابرة في كومة قش. إلا ان الحال الذي بلغناه يستدعي مثل هذا الجهد الاستثنائي كي لا يأتي اليوم الذي نبحث فيه عن وطن ولا نجده!
[email protected]
– See more at: http://newspaper.annahar.com/article/44198-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D8%AE%D8%B1%D9%8A#sthash.JYlIEC83.dpuf
ماذا عن المربّعات الأخرى؟
ماذا تقول أنت؟
صدقت يا عموريه وسؤاااااااالك جميل يطرح بل ويضرب ويجمع ويقتل نفسه : ماذا عن المربعات الأخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!سؤال اليوم وكل يوم ؟
وين التعليق او السؤال يا حضرات المسؤولين عن هذه المجله العظيمه