أدان حسن فيروزآبادي رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية ما وصفه بتدخل القوات المسلحة المصرية في الشؤون السياسية بعد القيام بعزل محمد مرسي من المنصب الرئاسي، وحث الجيش المصري على الابتعاد عن الشؤون السياسية.
وجاءت تصريحات فيروزآبادي في مقابلة له مساء الأربعاء، مع وكالة أنباء “الدفاع المقدس” حيث اعتبر تدخل الجيش المصري في الشؤون السياسية على خلفية الأحداث المصرية الأخيرة نقطة سلبية حسب وصفه.
واعتبر حسن فيروزآبادي القريب من المرشد الأعلى الإيراني، المهلة التي حددها الجيش المصري لمرسي قبل عزله منافياً للعقل والثقافة الثورية لأن الرئيس المصري كان قد انتخب بأغلبية الأصوات وهو المسؤول عن العملية الديموقراطية على حد تعبيره.
كما انتقد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية تحفظ الجيش المصري على محمد مرسي قائلا: “إن إقدام الجيش المصري على اعتقال مرسي يعد خطأ استراتيجياً، فنحن نأمل أن يقدم إخواننا في الجيش المصري على الانسحاب من الساحة السياسية على وجه السرعة”.
وتأتي تصريحات أعلى مسؤول عسكري إيراني تجاه تطورات الأحداث في مصر بالرغم من تنديد الخارجية المصرية لما وصفته بالتدخل الإيراني في شؤون مصر الداخلية.
يذكر أن المؤسستين العسكرية والدينية قد أعلنتا عن الاستياء إزاء عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي من منصبه بواسطة القوات المسلحة المصرية، وأدان مسؤولون إيرانيون مراراً الإجراءات التي اتخذها الجيش المصري مؤخراً.
رأي رجال الدين في عزل مرسي
وخلافا لذلك استقبل بعض رجال الدين التقليديين بحفاوة إقالة الرئيس المصري من منصبه معتبرين ذلك جاء نتيجة لعدم اكتراثه بتوصيات المرشد الإيراني الأعلى له وأيضاً نتيجة للموقف السلبي تجاه شيعة مصر.
وبدوره وصف إمام جمعة طهران في خطبة الصلاة اليوم الوضع الراهن في مصر بالمصيبة الكبرى نتيجة لعدم وجود “ولي فقيه” في مصر على حد قوله.
وأضاف آية الله إمامي كاشاني: “للأسف نرى مصر تواجه يومها الأسود نتيجة لتآمر الأعداء من خلف الكواليس”.
وأردف كاشاني قائلاً: “إن الظروف التي تواجهها مصر سببها الشعب المصري نفسه لأنه لا يتبع قائدا عادلا وفقيها”
من هو حسن فيروزآبادي؟
يحتل حسن فيروزآبادي أعلى مرتبة عسكرية في إيران بتعيين من المرشد الأعلى للنظام حيث قلده رتبة فريق رغم أنه التحق بقوات التعبئة للحرس الثوري من خلفية غير عسكرية، فكان فيروزآبادي تخرج من كلية البيطرة في جامعة مشهد شمال شرق إيران وهو يعد من كبار المسؤولين القلة الذين لم تتم إقالتهم من مناصبهم خلال العقدين الماضيين.
وكانت لفيروزآبادي مواقف متشددة تجاه المعارضين وخلال الانتخابات البرلمانية الثامنة والرئاسية التاسعة وجهت المعارضة له مراراً انتقادات شديدة اللهجة متهمة إياه بالتدخل في الشؤون السياسية في إيران.
وفي انتخابات الدورة الثامنة لمجلس الشورى الإيراني التي شهدت رفض أهلية المرشحين الإصلاحيين بشجب واسع تهجم فيروزآبادي بشدة على الحركة الإصلاحية قائلا: “إن أميركا تعقد الأمل في جماعة مرعوبة من الغرب ومفتونة به فهؤلاء هم نفس الذين واجهوا رسالة إلى بوش بهدف المساومة واعتكفوا في البرلمان.. على الشعب الإيراني أن يعرف هؤلاء”.