كتب محمد سلماوي في “المصري اليوم”:
لم هذا التقاعس فى وقف نزيف الدم الذى ترتكبه يد الإرهاب الأسود فى سيناء؟ لقد صرح أحد أقطاب الإخوان من على منصة رابعة العدوية بأن الذى يحدث فى سيناء سيتوقف فى «نفس الثانية» التى يعود فيها محمد مرسى إلى الحكم، فلماذا لا نعيد مرسى «ويا دار ما دخلك شر»؟
أعرف بالطبع أن هذا سيغضب البعض لكنه بالتأكيد سيريح الإخوان وأتباعهم، وهذا هو المهم، لا يهم إطلاقاً شباب الثورة ولا أعضاء «تمرد» ولا عشرات الملايين من المواطنين الذين خرجوا يوم 30 يونيو يطالبون برحيل محمد مرسى، وهتفت بقية ملايين الشعب وراءهم «يسقط حكم المرشد!». كما أعرف أيضاً أن ذلك سيغضب أشقاءنا العرب الذين وقفوا إلى جوارنا ودعمونا فى ثورتنا ضد التسلط والاستبداد، والذين شكرونا على إسقاط حكم الإخوان قائلين: لقد حميتمونا مما كان يمكن أن يحدث لنا، لكن ذلك كله لا يهم، المهم هو إرضاء الإخوان، وإرضاء أصدقائنا الأمريكيين أيضاً الذين مازالوا يدعمون الإخوان ويتمنون عودتهم للحكم ضد إرادة الجماهير، وإن لم يكن فعلى الأقل يشاركون فى الحكم ضد رغبة الجماهير أيضاً. فما الضرر فى ذلك؟ إن ما يحدث فى سيناء سببه تلك الثورة التى حدثت يوم 30 يونيو، التى لم يكن لها لزوم على الإطلاق، ألم يكن لدينا ثورة أخرى يوم 25 يناير؟ فلماذا التكرار؟ صحيح أن ثورة 25 يناير قد سُرقت، لكن من سرقوها كان يمكن أن يعيدوها إذا طلبنا منهم ذلك، ولم نكن فى حاجة لثورة أخرى تعزل مرسى بهذا الشكل غير اللائق الذى يدفع مؤيديه إلى اغتيال جنودنا فى سيناء، وإلى عمل تفجيرات فى أكثر من مكان، وإلى محاولة اغتيال وزير الداخلية. إذا كان بالفعل كل ذلك سيتوقف «فى نفس الثانية» التى يعود فيها مرسى إلى كرسيه ويعود الإخوان للحكم، فلماذا لا نعيده؟ إن الشعب المصرى قلبه طيب وهو ينسى الأذى بسرعة، ولاشك أنه سينسى مشهد تلك الجثث المتفحمة التى خرجت من تحت المنصة فى رابعة، ومشهد من قُطعت أصابعهم أو بُترت سيقانهم، وسينسى سلخانة التعذيب التى حدثت أمام قصر الاتحادية وقت كان يسكنه محمد مرسى، وقد ينسى أيضاً مشهد ذلك الملتحى الذى ألقى بالمواطنين غير المؤيدين لمرسى من فوق أسطح المنازل، بل قد ينسى مشهد جنودنا البواسل الذين استشهدوا فى سيناء، والذين يحصى عددهم بالعشرات، وإذا نسى فقد يعود لتأييد الإخوان ويمنحهم صوته فى الانتخابات المقبلة، البرلمانية والرئاسية معاً. طبعاً أنا لست ساذجاً حتى أتصور أن معظم هذه الأعمال الإرهابية لم يرتكبها الإخوان ولا أتباعهم وإنما الحكومة هى التى ارتكبتها لتسىء للإخوان، فهى التى تشعل النيران فى المبانى الحكومية، والأقباط هم الذين يعتدون على كنائسهم، والوزير محمد إبراهيم هو الذى فجّر سيارته كى يوجه الاتهام للإخوان، تماماً كما فعل عبدالناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية حين أطلق على نفسه الرصاص وادعى أن الإخوان هم الذين فعلوا ذلك. من أجل ذلك كله أدعو بأعلى صوتى إلى الاستجابة لطلب الإرهابيين وإعادة مرسى إلى الرئاسة، وإعادة الإخوان إلى حكم البلاد، حتى نبدأ عصراً جديداً من الإقصاء والاستبداد، تعم فيه الفوضى وغياب الخبرة ونعيش جميعاً فى سعادة وهناء.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫3 تعليقات

  1. ضاعت الثوره بين عصابة مرسى والسيسى ؟
    وشهاب الدين أضرط من أخيه !!!
    عزاؤنا الحار لشباب الثوره المصرى بوفاة ثورتهم ؟

  2. الموضوع اكبر من مرسي
    الثورة سرقت و الحرية كبلت و الأرواح ازهقت و الجثث احرقت و المعتقلات فتحت و الأعلام يمهد لفرعون جديد يضرب الشعب بيد من حديد و التاريخ يعيد نفسه بالأمس محمد نجيب و الأن مرسي
    و الخائن واحد هم العسكر على طالحهم اللعنات تترى .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *