كتب راجح خوري في النهار اللبنانية:
يلقي النظام السوري سلاحه الكيميائي ويتقدم رافعاً يديه لكنه لا يتوانى في اعلان الانتصار. الأمر ليس غريباً لأن ترحيب دمشق بالاتفاق الاميركي – الروسي حول تسليم الكيميائي سمح لها بتجنب الضربة العسكرية رغم كل ما احاط بها من تشكيك، والمقصود بالانتصار هنا اولاً عدم معاقبة النظام على جريمة الغوطتين، وثانياً الافتراض انه يمكن بشار الاسد البقاء في الحكم رغم ان سوريا باتت تشبه مقبرة كبرى!
حديث النظام عن الانتصار الواهم لا يتوقف عند الكيميائي وتفادي الضربة كما يقول علي حيدر، بل يصل الى إسقاط كل احتمال يتعلق بعملية الانتقال السياسي، كما اوحت دمشق عندما اعتبرت ان الاتفاق “خطوة اولى الى انتقال سياسي يمر عبر انتخابات ديموقراطية تسمح للشعب باختيار مستقبل بلاده”، وهذا يشكل إستعادة لكل طروحات الاسد التي رفضت “المبادرة العربية” وتشبثت برغبته في البقاء وخوض الانتخابات في السنة المقبلة!
الديبلوماسيون الغربيون يقولون ان اميركا هي التي انتصرت، وخصوصاً لجهة اقناعها الروس بالموافقة على الاشارة الى احتمال لجوء الامم المتحدة الى القوة لإزالة الاسلحة الكيميائية، لأن موسكو كانت ترفض بشدة اي تدخل دولي في الازمة. وعندما تعمّد كيري الاشارة الى الاتفاق على اللجوء الى الفصل السابع، لم يتمكن سيرغي لافروف من التنصل، فقال: “لم يحصل نقاش حول استعمال القوة، ولكن في حال عدم التقيّد بشروط الاتفاق او استعمال السلاح الكيميائي سيتخذ مجلس الامن اجراءات في اطار الفصل السابع”!
يحاول النظام السوري ان يشتري بقاءه في مقابل التخلي عن الترسانة الكيميائية، لكن من الضروري ان نتوقف قليلاً امام كلام كيري في اسرائيل “ان هناك دولة استعملت اسلحة دمار شامل ضد شعبها، انها جريمة ضد الانسانية، وهذا الأمر لا يمكن قبوله”.
ان الترجمة البسيطة لكلام كيري الذي نصحنا (من غير شر) بأن لا نخطئ لأن اميركا “لم تستبعد الخيار العسكري”، يفترض ان تسقط كل الاوهام في دمشق، عن ان في إمكان الاسد الذي أفلت من العقاب على جريمة الكيميائي، ان يحصل على الجائزة الكبرى فيفبرك انتخابات في منتصف السنة المقبلة ليحصل فيها على الرقم المعهود اي ٩٩,٩٩ في المئة!
في اي حال تواجه سوريا ثلاثة استحقاقات معقدة: اولاً مسار تسليم الترسانة وتدميرها وهذا سيستغرق عقداً من الزمن، وثانياً مسار قرار الامم المتحدة بهذا الخصوص والذي سيسعى الروس الى إسقاط اي اشارة فيه الى الفصل السابع، وثالثاً وهو الاهم المسار السياسي الذي سيشكل امتحاناً لكل وشوشات الروس للاميركيين من انهم ليسوا متمسكين ببقاء الاسد… كل هذا لا يلغي احتمال استمرار الحرب اذا فرضت معادلة “ألقينا القبض على المسدس وأخلينا سبيل القاتل”!
بشار الأسد و المعارضة و تركيا و إيران و الدول العربية و إسرائيل و أمريكا و بعض الدول الأوروبية كلهم يقتلون الشعب السوري لكي يتمتع هذا الشعب بالديموقراطية و الحرية لكن تحت الأرض في المقابر و مخيمات اللجوء!!!! و من الحب ما قتل
المنتصر الوحيد حتى الآن هي إسرائيل
ليس الأسد من سيسلم سلاحه الكيميائي و إنما جمهورية سوريا العربية
المنتصر الوحيد حتى الآن هي إسرائيل وكل ذلك بسبب عدم عقلانية المعارضة التي جعلت النظام يستخدم كل ما لديه من امكانات قاتلة وهي تعلم بها…