قالت مصادر سياسية في صنعاء إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بعث برسالة “مُعايدة سياسية” لسلفه علي عبدالله صالح، وذلك للمرة الأولى منذ تنصيب هادي رئيساً توافقياً في فبراير شباط 2012م.
وأوضح ياسر العواضي، عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح ويشغل هادي منصب نائب رئيس الحزب الأمين العام، أن الرئيس اليمني بعث برسالة شفهية لسلفه بمناسبة عيد الأضحى المبارك وأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، لافتاً في تصريح لـ”العربية نت ” إلى أن من حمل الرسالة قياديين بارزين في حزب المؤتمر هما يحيى الراعي رئيس مجلس النواب اليمني الأمين العام المساعد للحزب ويحيى الشعيبي عضو المكتب السياسي للحزب.
وأضاف العواضي أن الرئيس هادي خاطب صالح عبر الوسيطين قائلاً: “قولوا له نحن إخوة ورفاق وفي خندق واحد، مهما تباعدنا عن بعض فمصلحة اليمن تجمعنا، يكفي شماتة الأعداء فينا،” منوهاً إلى أن هادي أضاف “قولوا له إلى هنا وبس”.
وأوضح أن الرئيس هادي أكد في رسالته ـ الودية ـ لصالح أنه لن يفرط بالوحدة أبداً، وأنه لن يسمح بتمرير أي مخالفة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية “المزمنة”، مشيراً بهذا الصدد إلى لقاء سوف يعقده قريباً بهيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني لسحب أي مخالفة للمبادرة الخليجية وآلية التنفيذية بما في ذلك العزل السياسي.
وكانت الفترة الماضية قد شهدت تصعيداً في علاقة رئيسي اليمن الحالي والسابق في ظل صراع الرجلين على الانفراد بقيادة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يعد أكبر الأحزاب في البلاد.
وكان صالح اتهم مؤخراً، هادي بأنه يعمل على إرضاء حزب الإخوان المسلمين، “التجمع اليمني للإصلاح”، على حساب حزب المؤتمر، مؤكداً أن هادي “مهما قدم لهم من تنازلات فلن يرضوا عنه.. ولولا وجود علي عبدالله صالح هنا في صنعاء وفي بيته كانوا سيعملون لهادي عشرين مشكلة”، على حد قوله.
وسبق ذلك اتهامات وجهها هادي ـ ضمنياً ـ لسلفه معتبراً صالح ومقربين سياسيين وعسكريين منه، أنهم يقفون وراء عمليات تخريب متكررة لأنبوب النفط ولخطوط إمداد الكهرباء وأيضاً إحداث اختلالات أمنية بغية إعاقة مسيرته وتشويه فترة رئاسته الانتقالية.
وفي تعليق لـ”العربية نت ” قال المحلل السياسي خالد مدهش: “الرئيس هادي شغل على مدى 18 عاماً منصب نائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام خلال عهد صالح، ولكن منذ تنصبه رئيساً توافقياً انتقالياً في فبراير 2012 بناءً على المبادرة الخليجية لم يحضر أي اجتماع للحزب باعتباره رئيس جمهورية ولا يليق به أن يحضر اجتماعاً يرأسه سلفه فضلاً عن كون ذلك سيزعج قوى الثورة الشعبية التي يمثل هادي قاسماً مشتركاً بينها وبين تيار الرئيس السابق.
وأضاف: “القرارات التي أصدرها الرئيس هادي تباعاً وأطاح بموجبها بأقارب صالح ومقربيه من قيادة مواقع عسكرية وأمنية ومدنية أبرزها الحرس الجمهوري والأمن المركزي والقوات الجوية والمخابرات أحدثت تصدعاً في علاقة الرجلين، وربما أن رسالة هادي لصالح يقف وراءها متغيرات أبرزها رغبة الرئيس اليمني في التخلص من أعباء الضغوط التي تمارسها قوى شريكة في الحكم أبرزها جماعة الإخوان المسلمين المنضوية في إطار حزب التجمع اليمني للإصلاح.