الشيخ الذي حاور كويتية وهي تبكي على هر ضاع منها

لم يصدق الشيخ الكويتي طارق العلي، حين أخبرته “العربية.نت”، عبر الهاتف ليلة أمس الجمعة، أن أكثر من مليون و300 ألف شخص شاهدوا في “يوتيوب” فيديو يظهر فيه وهو يحاور فتاة كويتية اتصلت به وسمعها تبكي على التلفزيون لأن أحد قططها ضاع منها.

الشيخ طارق، ليس الممثل الكويتي الكوميدي المعروف طارق العلي، بل طارق علي آخر، إنه مفسر للأحلام و”صياد” للجن معروف في الكويت ودول الجوار، ويظهر لساعتين، مساء كل يوم جمعة، في برنامج “أحلام وأوهام” منذ أكثر من عامين في “قناة اليوم” الفضائية بالكويت، فيتصل به مشاهدون ويسألونه أن يفسر أحلامهم، أو يعرضون عليه مشكلة يعانون منها فيحلها بما تيسر له من إمكانيات.

وقبل 3 أسابيع كان يرد على من يتصلون بالبرنامج حين ظهرت على مسامعه فتاة كويتية اسمها هيام، وراحت تبكي حزنا فظن أن كارثة حلت بها، وراح يهدئ من روعها، لكنها فاجأته بما لم يكن يتصور، وهو أن حزنها لأجل “قطو” ضاع منها، بحسب ما يرى القارئ ويسمع من الفيديو الذي تعرضه “العربية.نت” مع هذا التقرير، وهو ما شاهده مئات الآلاف في أقل من 3 أسابيع.

أما عن “قطو” فهو ذكر الهررة والقطط لسكان دول الخليج، أو قط أو هر بالفصحى، وهو “بس” كذكر للأنثى “بسينة” في عامية بلاد الشام، ولكنه للشيخ طارق حيوان من الحيوانات، لذلك استغرب من حزنها وبكائها، بحسب ما يظهر في الفيديو الذي لا تمضي دقيقة إلا ويزيد عدد مشاهديه بالعشرات.
الساحر يصنع المشكلة ثم يتبرع لحلها

قبل برنامج “أحلام وأوهام” كان الشيخ المؤذن الرئيسي طوال 3 سنوات في “مسجد سعد بن معاذ” بالكويت، ثم راح يحرر صفحتين في “مجلة الجريمة” عن الأحلام والجن، في وقت ألف فيه كتابين منذ 4 أعوام، عن “تفسير الأحلام” والثاني عن “عالم الجن” ومن وقتها خصص وقته لهذه المهمة، مع أنها ليست عمله الرئيسي، فهو موظف بالمؤسسة العامة للموانئ.

وسألته “العربية.نت” عن الأحلام، فقال الشيخ: “تفسيرها ليس علم ودراسة، بل فراسة” وشرح أنها ليست مهنة كما يظن البعض “بل خدمة تريح السائلين” وأعطى مثلا عن إحداهن اتصلت به وأخبرته أنها رأت وردة بالمنام تنمو ببطء على 4 مراحل حتى اكتملت، فسألها: “عندك بنت” ؟ أجابت: “نعم، لكنها توفيت”. قال لها: “لا، بل ابنتك حية” ثم اتضح أن زوجها أخذ منها ابنتهما حين طلقها وأخبرها فيما بعد أنها توفيت، فصدقته، وبعد تفسير الشيخ سعت المتصلة إلى الحقيقة وعلمت أن ابنتها لا تزال حية بالفعل.

وعن الجن، أجاب الشيخ البالغ عمره 54 سنة والأب لأربعة أبناء له من أحدهم حفيد: “الجن في معظم الأحيان أوهام. البعض يظن بأن الجن دخل فيه، بينما الحقيقة أنه يعاني من مشكلة نفسية معقدة. أما حين يكون الجن حقيقة بالفعل فأحاربه بإذن الله” كما قال.

• كيف يكون الجن حقيقة يا شيخ طارق وبماذا تحاربه؟
– الجن لا يزور الإنسان بمفرده، بل دائما هناك ساحر يدخله في الإنسان، وبعدها يسعى هذا الإنسان وراء الساحر نفسه ليخلصه من المشكلة، فيتقاضى الأخير أجرا ويربح المال. أي أن الساحر يصنع المشكلة ثم يتبرع لحلها ويتقاضى أجرا. أما عن محاربة الجن فهي بتلاوة الآيات القرآنية.

• اشرح أكثر. قل كيف وما يحدث له اجمالا؟
– بصراحة، أنا أخرب بيته وأعذبه وأجعله يرجوني لأخرجه من الجسم الذي دخل فيه، لأن الجن يتعذب حين يتلبس إنسانا، وأنا انتهز هذه الفرصة لأقرأ عليه ولو سورة الفاتحة، فيصبح مجنونا ويبدأ بالصراخ ويزبد ويرعد ويبكي ويرجوني أن أخرجه، ثم يُطرد حين أستعيذ بالله عز وجل وأطلب منه أن يساعدني عليه.
“كيف حالك يا بو طروق”

ولا يتقاضى الشيخ طارق شيئا على ما يفعل “مع أن من حق الإنسان أن ينال أجرا” بحسب تعبيره. وذكر أنه يفسر الأحلام ويتعامل مع الجن منذ كان عمره 18 سنة “وهذه ليست وراثة من الوالد الراحل، فقد كان شرطيا ثم عمل بالبلدية وتقاعد” كما قال.

وذكر الشيخ طارق أنه يتعب جدا من اتصالات الناس “فهم يتصلون بي ليلا ونهارا، حتى في الثالثة أو الرابعة فجرا، ويوقظوني لأحل مشاكلهم أو أفسر أحلامهم.. أنت تحدثني بالهاتف الآن، وتسمع أن الناس يتصلون بي على الهاتف الآخر لأرد عليهم”.

وقال إن تشابه اسمه مع اسم الكوميدي الكويتي طارق العلي، يسبب له متاعب أيضا “فبعضهم يتصل بي أحيانا ويقول: “كيف حالك يا بو طروق” متخيلا أنني هو.. أنا أحب الممثل طارق العلي، وإلى الآن لا أعرفه شخصيا”.. هكذا تحدث الشيخ الذي قام في برنامجه التلفزيوني بأحد أطرف الحوارات مع باكية على هر ضاع منها في الكويت.