اغتصاب الأطفال فى جنوب أفريقيا للعلاج من “الإيدز”

الأناضول- يقع الأطفال فى جنوب أفريقيا فريسة للاغتصاب جراء اعتقاد منتشر منذ فترة طويلة بأن ممارسة الجنس مع الأطفال العذارى يشفى من مرض الإيدز.

وقالت جوان فان نيكيرك، المديرة الوطنية لمنظمة “تشايلد لاين” بجنوب أفريقيا، وهى منظمة حقوقية مستقلة تعمل فى مجال حماية الأطفال من العنف: “نحن قلقون جدًا من الوضع الحالى فى البلاد حيث يتم استهداف الأطفال جراء معتقدات خاطئة”.

وأضافت فى تصريحات لوكالة الأناضول: “العديد من الأطفال، وبعضهم لا تزيد أعمارهم عن ستة أشهر، تعرضوا للاغتصاب بناء على الاعتقاد بأن هذا من شأنه أن يعالج من فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)”.

ولفتت إلى أن “المنظمة تقوم حاليًا بتوعية المعالجين المحليين (الأطباء الشعبيين) لأن البعض منها قدم المشورة للمرضى لعملائهم عن طريق التوصية بممارسة الجنس مع الأطفال، زاعمين بأن ذلك قد يساعد فى العلاج من فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز”، دون أن تشير إلى إحصائية محددة لعدد الأطفال الذين يتعرضون لهذه الممارسة سنويا.

وتابعت نيكيرك: “نقوم حاليا بإجراء حملة توعية وتقديم المشورة للناس ومطالبتهم بعدم الإضرار أو إيذاء أى طفل”.

من جانبه، رأى لوازى فيهليلا، مدير مركز رعاية الطفل بجنوب أفريقيا، أن “أسطورة علاج فيروس الإيدز رفعت عدد حالات الاعتداء على الأطفال فى البلاد”.

وقال لوكالة الأناضول، إن “بعض الأشخاص فى بلادنا يؤمنون بأسطورة شفاء فيروس الإيدز عن طريق اغتصاب الأطفال، لكن ذلك ليس السبب الوحيد لارتفاع معدلات الاعتداء على الأطفال جنسيا فى جنوب أفريقيا”.

وأضاف أن “معظم الآباء والأمهات لا يعطون أطفالهم قيمتهم المطلوبة”، وأعطى أمثلة على ذلك خاصة إدانة بعض الآباء باغتصاب بناتهم.

وأشار فيهليلا إلى تنظيم منظمته لحملة جارية حاليًا تهدف إلى توعية الناس بضرورة اتخاذ إجراءات فى حالة شكوى أى طفل من تعرضه لاعتداءات جنسية.

وقال: “نقوم بزيادة الوعى من خلال تثقيف الأطفال بالأشكال المختلفة لسوء المعاملة وتشجيعهم على الإبلاغ عن مثل هذه الحالات”، مشيرًا إلى أن “الحملة بدأت تؤتى ثمارها بالفعل”.

وأشار إلى قيام العديد من الأطفال وإبلاغ السلطات عن مرتكبى الاعتداءات الجنسية ضدهم.

وتم العثور على جثتى فتاتين، يوم الثلاثاء الماضى، تتراوح أعمارهما ما بين عامين وثلاثة، فى حقل ببلدة “كاتليهونج”، شرقى جوهانسبرغ.

وتقوم الشرطة حاليًا بالتحقيق فى احتمالية تعرض الطفلتين للاغتصاب قبل مقتلهما.

وأثارت جرائم القتل المروعة احتجاجات واسعة فى البلدة التى اتهم سكانها الشرطة بالتقاعس عن حمايتهم.

وقال رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، فى تصريحات صحفية مؤخرا، إن “هذه الحوادث البشعة الخاصة بقتل الأطفال وتعذيبهم بشدة لا تنتمى إلى المجتمع الذى نسعى باستمرار لبنائه معا”.

وناشد المواطنين فى جنوب أفريقيا بعدم التصرف بأنفسهم عند حدوث ذلك وضرورة التعاون مع الشرطة من أجل تقديم الجناة إلى العدالة.

وتشهد جنوب أفريقيا أعلى معدلات لحوادث الاغتصاب فى العالم حيث يتم الإبلاغ عن حدوث 144 حادثة اغتصاب كل يوم.

وصنف الإنتربول (الشرطة الجنائية الدولية) جنوب أفريقيا على أنها “عاصمة الاغتصاب فى العالم”، حيث يتم الإبلاغ عن أقل من واحد فى المائة من حالات الاغتصاب إلى الشرطة.

ويقول الإنتربول إن تعرض المرأة للاغتصاب فى جنوب أفريقيا أكثر احتمالية من حصولها على التعليم.