فرانس برس- تخضع مجموعة من خبراء الأسلحة الكيمياوية الذين يبلغ عددهم 24 متحدرين من 17 بلداً وينطلق القسم الأكبر منهم للمشاركة في مهمة خطرة تتمثل بتفكيك ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، لتدريبات على ظروف إدارة الأوضاع الخطرة من الانفجارات الى تبادل إطلاق النار مروراً بعمليات احتجاز الرهائن.

ففي فيلدفليكن الواقعة بمقاطعة بافاريا الألمانية يدوي انفجار قوي في مستودع معزول لدى اقتراب ستة خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، فينبطحون أرضاً فوراً، ليخرج بعدها رجال مضرجون بدمائهم من المبنى الذي تلفّه سحب الدخان.

هذا المشهد وإن بدا واقعياً فإنه جزء من سيناريو لتدريب أعده الجيش الألماني ويستمر أسبوعاً في منطقة نائية من مقاطعة بافاريا لمفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، ومن شأن هذا التدريب أن يحضر المشاركين للأسوأ.

ويتم توزيع المشاركين في التدريب المزوّدين بقبعات وسترات عسكرية للتمويه، ضمن مجموعات عدة كما يشاركون في التدريبات بجدية كبيرة.
دورة تدريبية واجبة

ويذكر فرانتس اونتال، المسؤول عن التدريب، أن الخضوع لهذه الدورة التدريبية واجب على خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، موضحاً أن “الفرق في حالة سوريا ستعمل في ظل نزاع”، وبالتالي فإن الأسلحة الكيمياوية ليست الخطر الوحيد الذي يتعرض له الخبراء، فللمرة الأولى يتعين عليهم تأمين سلامتهم في بلد يعيش حرباً.

ومن جهته يقول الكولونيل رينهارد بارز، مدير مركز تدريب الأمم المتحدة الخاضع لإدارة الجيش الألماني، إن “الذين يتوجهون إلى مناطق النزاع عليهم نسيان ما شاهدوه في هوليوود”، مشدداً على ضرورة وعي حقيقة الخطر الذي يواجهه المفتشون في مهمتهم.

وأضاف “هذا الحذر مطلوب أكثر في سوريا التي هي بلا شك أحد أخطر الأماكن في العالم حالياً”.

وصدر القرار بإيكال مهمة إتلاف الترسانة الكيمياوية السورية إلى مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بموجب اتفاق أميركي – روسيا بعدما هددت الولايات المتحدة نظام دمشق بغارات عقابية إثر استخدام أسلحة كيمياوية في الهجوم الدامي المنسوب لقوات بشار الأسد في 21 أغسطس.
ظروف خطرة

وتضم فرق منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية والأمم المتحدة الحاضرة في المكان منذ الأول من أكتوبر حوالى 60 شخصاً إلا أن هذا العدد مرشح للازدياد.

ويوضح العسكري أن المفتشين “سيضطرون هناك الى عبور أراض تحتلها مجموعات متحاربة مختلفة عليهم أن يضعوا في ذهنهم أنهم قد يتعرضون لتدابير عدائية مثل التعرض لإطلاق نار أو الوقوع ضحية تفجيرات قد تحصل في طريقهم”.

وبحسب قرار الأمم المتحدة الذي أعقب الاتفاق الأميركي – الروسي، فإن الترسانة الكيمياوية السورية يجب إتلافها بالكامل بحلول 30 يونيو.

ويضيف العسكري “في بلدان تعيش بسلام يستغرق إنجاز مهامنا إجمالاً سنوات”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *