(CNN)– مرة أخرى يحبس ملايين المصريين أنفاسهم، ترقباً لما ستسفر عنه الأحداث خلال الساعات القليلة القادمة، في ضوء تقارير رسمية أفادت بأن أنصار ما يُعرف بـ”التنظيم الدولي للإخوان المسلمين” قد يلجأون إلى القيام بـ”عمليات تخريبية” اليوم.
ويتصادف اليوم 19 الجاري مع الذكرى الثانية لأحداث شارع “محمد محمود”، والتي خلفت ما يزيد على ألف قتيل خلال اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، خلال الفترة الانتقالية التي تولى فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد، بعد “تنحي” الرئيس الأسبق، حسني مبارك.
كما يصادف اليوم نفسه، إقامة مباراة العودة لمنتخب مصر أمام نظيره الغاني، في المرحلة الأخيرة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم، حيث يتوقع أن تكون الأجهزة الأمنية في أعلى درجات الحذر، لتأمين بعثة الضيف الأفريقي، خاصةً أن المباراة تحظى باهتمام عالمي كبير.
ويأتي 19 نوفمبر/ تشرين الثاني بعد أيام قليلة من انتهاء العمل بحالة الطوارئ، بعد ثلاثة شهور من العمل بها، منذ إعلانها في 14 أغسطس/ آب الماضي، على خلفية مصادمات دامية أعقبت قيام قوات الأمن بفض اعتصامات مؤيدي الرئيس “المعزول”، محمد مرسي.
وسعى وزير الداخلية، محمد إبراهيم، إلى التخفيف من حدة حالة القلق التي يعيشها الشارع المصري، بتأكيده استعداد الأجهزة الأمنية بالوزارة لـ”فرض وإحكام السيطرة الأمنية”، بعد انتهاء العمل بحالة الطوارئ، وما يتبع ذلك من انتهاء العمل بقرارات حظر التجول.
وقال وزير الداخلية، في تصريحات أوردها موقع التلفزيون المصري نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه سيتم الدفع بتمركزات داخلية مسلحة، بكافة الشوارع والمحاور والميادين الرئيسية، بهدف “تأمينها وإحكام السيطرة الأمنية، وبث الشعور بالثقة والأمن في نفوس المواطنين.”
وحول الاستعدادات لتأمين البلاد، خلال المظاهرات التي دعا إليها “تنظيم الإخوان”، أكد وزير الداخلية أن “الأجهزة الأمنية اتخذت كافة استعداداتها للتعامل مع المظاهرات”، محذراً في الوقت نفسه من “استغلال تنظيم الإخوان المحظور للتجمعات الكبرى التي ستشهدها البلاد في ذلك اليوم.”
وأشار الوزير إلى أنه أصدر “توجيهات مباشرة” إلى كافة القطاعات الأمنية بالوزارة، بـ”التعامل الجاد والحاسم مع أي محاولة لإشاعة الفوضى بالشارع في ذلك اليوم”، محذراً في الوقت نفسه من الاقتراب إلى أي منشأة شرطية أو عامة خلال تلك التظاهرات.
ولفت إلى أنه تم وضع كاميرات مراقبة ذات قدرة فائقة على تصوير الوجوه بملامحها الدقيقة، للتعرف على هوية أي شخص يفكر في التعدي على تلك المنشآت، وضبطه على الفور، بالإضافة إلى نشر “مجموعات مسلحة” على تلك المنشآت، لإجهاض أي محاولة للتعدي عليها أو اقتحامها.
وبشأن ما أثير حول دعوة “التنظيم الدولي للإخوان” للقيام بـ”عمليات تخريبية” خلال مظاهرات الثلاثاء، أكد وزير الداخلية أن “أجهزة المعلومات بالوزارة تعمل على مدار الـ24 ساعة، لرصد تلك الدعوات، وملاحقة وضبط من يحاول تنفيذها بالبلاد”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية.
وأكد إبراهيم أن الأجهزة الأمنية نجحت خلال الفترة القصيرة الماضية، في توجيه “ضربات قاسية”، إلى ما أسماها “الجماعات التكفيرية”، التي قال إنها “تحاول إحياء العمليات الإرهابية” مرة أخرى، مشيراً إلى أنه تم ضبط العشرات من “العناصر الإرهابية الخطرة”، من أفراد تلك الجماعات.