تطوي الناشطة السورية سعاد نوفل اليوم صفحة نصف شهر من رزنامة الإضراب عن الطعام الطوعي، الذي أعلنته لفك الحصار عن حمص والرقة والغوطتين، لكن لا مُجيب لندائها بينما بدأ الجوع ينهش جسمها النحيل.
سعاد نوفل هي المرأة الاستثنائية في شجاعتها التي لا تتعب من التصدي ومواجهة كل ما تعتبره ظلماً وعدواناً، فهي لا تأبه لحسابات النظام ولا لتكتيكات المعارضة، حتى لو اضطرها الأمر لأن تقف وحيدة في ساحة الرقة لترفع لافتات منددة بالمجازر التي يرتكبها النظام السوري وبتجاوزات بعض المنظمات الأصولية في المعارضة.
وتقول في هذا الإطار لـ”العربية نت”: “أنا لست سياسية أنا امرأة ترفض الظلم لشعبها ولا تسكت عن خطأ حتى وإن كان المخطئ أبوها”.
بالإضافة إلى مشاركتها بتظاهرات ضد النظام السوري، تحرص نوفل كل يوم على كتابة لافتات تواكب التطورات الميدانية. فتنزل وحيدة للاعتصام أمام مقر “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو “داعش” في مدينة الرقة تارة للاحتجاج على ما ترتكبه هذه الجماعة من قتل واعتقال، وتارة لانتقاد ما تمارسه من قوانين تعسفية على السكان، خصوصاً النساء.
نوفل وحربها ضد “داعش”
سعاد نوفل هي المتمردة التي لا تزعج تلك الجماعات فقط بسبب التعبير عن آرائها، بل لارتدائها السروال، الذي يعتبر زياً غير شرعي بالنسبة لهؤلاء.
لكن سعاد المحجبة لا تأبه لتهديدات عناصر “داعش” وتصرّ على ارتداء البنطال هازئة بتهديداتها، وبابتسامة ساخرة ترد على الشتائم بالقول: “لاحقوا النظام القاتل بدل ملاحقة فتاة تحمل لافتة كرتونة”.
وبعد قرابة السنوات الثلاث وبعد أن قُتل مَنْ قُتل وتشرّد من تشرّد ودُمر ما دُمر وأحبط من أحبط، تقول نوفل لـ”العربية نت” إنها تستمد القوة من “إرادة الشعب بالحرية والثأر لكرامتها المغتصبة منذ عشرات السنين”.
وتؤكد أن “كل هذه التضحيات التي قدمها الشعب السوري ليس من أجل إقامة خلافة إسلامية بل من أجل الحرية والكرامة لكل السوريين بعيداً عن الدين والمذهب”.
قصة كفاح ضد الظلم
وبدأت قصة نشاطها السياسي – بحسب قولها – في يوليو 2013 عندما باشرت” داعش “عمليات الخطف للناشطين الأوائل في الثورة ومن لهم تأثير على الشارع، وبين هؤلاء زوج أختها فراس الحاج صالح.
وفي اليوم نفسه نفذت اعتصاماً مع مجموعة من الناشطين عند الثالثة فجراً، ومساء ذلك اليوم في ١٩ من يوليو، نظمت مظاهرة مسائية كبيرة في الشارع الرئيسي بالرقة. عندها حاولت ” داعش ” تفريق المتظاهرين بالرصاص، كما أحضرت أطفالاً قذفوا المحتجين بالحجارة وعلب زجاجية فأصيب البعض منهم.
وفي هذه الليلة أصدر بعض الشباب بياناً بوقف التظاهر والاعتصامات درءاً للفتنة، لكنها رفضت التوقيع على البيان. وخرجت بعد الإفطار بمفردها مع كرتونة صغيرة كتبت عليها: “بدنا كل المخطوفين”، ووقفت أمام باب مقرّهم الرئيسي بقصر المحافظة.
لكن بتاريخ ٢٦ سبتمبر وصلت التهديدات إلى الذروة عندما احتجت على حرق داعش محتويات الكنيسة في المدينة فرفعت شعار “المساجد والكنائس بيوت للعبادة”. عندها هاجمها بعض الفتية متهمين إياها بالمشركة والكافرة والفاجرة، لكنها لازمت مكانها وصرخت في وجههم: “أنتم أزلام النظام القاتل.. أنتم لا تخافون الله”.
وسرعان ما جاءت شقيقتها وأنقذتها من أياديهم، ولكنهم ما لبثوا أن لحقوا بهما مطلقين الرصاص عشوائياً.
وتحكي سعاد بمرارة كيف يتعامى العالم على كل ما يجري بسوريا سعياً منه إلى تنفيذ مصالحه على حساب الدم السوري، وتقول بغصة: “للأسف.. العالم أجمع أعطانا ظهره”.
وهي تشعر كباقي الأهالي في سوريا بأن العالم تخلى عنهم. فالنظام السوري لا رادع له وبعض الجماعات المتطرفة تمعن بتسلطها.
وسط كل هذا المشهد القاتم تخرج هذه المدرسة ضئيلة الجسم لتردنا إلى جوهر الثورة السورية التي بدأت بحراك مدني ضد الاستبداد في سوريا والذي ما لبث أن أضحى متعدد الوجوه.
لم يعد جدوى لاي شيء نفذ الكلام !!! نفذ الصبر !!! ونفذ حتى الامل !! حللنا !! شاركنا !! تخاصمنا !! تجادلنا !! قدمنا حججنا !!! تحدينا دعونا بكينا !! لم يعد يجدي شيئا !! مازال الاسير اسيرا !! والانسان والشجر والحيوان مستهدفا !!! والقاتل حاكما !! والخائن خائنا !! والجائع منهكا !! لم يعد يجدي شيئا !! لم يبقى سوى الامل بالله ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ويجعل لنا ولشامنا من كل ضيق مخرجا !!!!
أمين كلام جميل جدا يا أصيلة …………………الجزائر
لا احداً بامكانه ان يزيد بعد الذي كتبته!!!!
چوك تشكر…..
طبعاً الاخت الاصيلة