هيبة وقوة ومكانة الولايات المتحدة في العالم قد تدنّت، وعلى الولايات المتحدة أن تعنى بشؤونها الداخلية وأن لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى. هذه نتائج استطلاع جديد لمؤسسة “بيو للأبحاث”. المفاجئ في الأمر أن المستطلعين هم أميركيون.
لأول مرة منذ أن تم طرح السؤال في الاستطلاعات تقول أغلبية من الأميركيين: “إن الولايات المتحدة تلعب دوراً أقل أهمية في العالم مما كانت تلعبه قبل عقد”.
وقال 52% من الأميركيين “إن على الولايات المتحدة أن تعنى بشؤونها الداخلية وأن لا تتدخل في الدول الأخرى، وهي نسبة أعلى حتى مما كانت عليه بعد حرب فيتنام وبعد انتهاء الحرب الباردة”.
ودفعت نتائج الاستطلاعات القائمين على الاستطلاع إلى وصفها بالمذهلة.
وأضاف كارول دوريتي، من مؤسسة بيو للأبحاث: “حتى المستطلعين الذين يعتقدون أن مكانة الولايات المتحدة في العالم قد تدنت لا يؤمنون بأن الحل هو في المزيد من التدخل بل العكس”.
وأفاد القائمون على الاستطلاع بأن أسباب ذلك، أي ما قد يصفه البعض بالتوجه نحو الانعزالية السياسية، هو بديهي مثل الإرهاق من حربي العراق وأفغانستان والتشاؤم بشأن نتائج الربيع العربي. فبأغلبية اثنين الى واحد، يقول الأميركيون: “إنهم يفضلون الاستقرار على الديمقراطية في الشرق الاوسط”.
وقال المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية بي جي كراولي: “هذا الاستطلاع يؤكد تجربة أوباما فيما يتعلق بسوريا. فهو كان يبحث عن شرعية للتدخل العسكري ولكنه لم يحصل عليها، لا من الشعب الأميركي ولا من الكونغرس، ويجب على أي رئيس في المستقبل أن يتخلص من هذه الممانعة إن أراد أن يقوم بأي عمل خارجي”.
لكن هناك استثناءات لهذه الميول، فـ56% من الأميركيين يقولون: “إنهم يريدون أن تبقى الولايات المتحدة القوى الأعظم في العالم”، وأكثر من نصف المستطلعين يعتقدون أن ضربات الطائرات بلا طيار قد جعلت الولايات المتحدة أكثر وليس أقل أمناً. وهناك استثناء آخر للانعزالية.