حمّل مراقبون حزبَ الله مسؤولية توريط لبنان في أتون الحرب السورية، وأكدوا أن ظهور العمليات الانتحارية ارتبط بظهور تنظيم حزب الله منذ عقد الثمانينات.
وتعليقاً على حادثة الاختراق الأمني التي طالت فجر الثلاثاء إحدى المناطق الأمنية لحزب الله، تحدث خبراء لـ”العربية الحدث” عن أبعاد هذا الاختراق الذي يعتبر رداً على تدخل الحزب في الحرب السورية.
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل “العربية”، عدنان غملوش، بأن “حزب الله تم استهدافه الثلاثاء في منطقة جرداء، وهذا يعني أن هناك رصداً حقيقياً لتحركات عناصر الحزب، حيث يتوقع أن تكون المنطقة المستهدفة هي نقطة تجميع عناصر الحزب لإرسالهم للقتال في سوريا”.
ومن جهته، أوضح الكاتب الصحافي اللبناني أمين قمورية أن “لبنان تحول إلى محافظة سورية هادئة حيناً ومتوترة أحياناً”، مضيفاً أن “الحدود سقطت بالكامل الآن بين البلدين، في حين أصبح حزب الله مستهدفاً بسبب تدخله في سوريا”.
أما الكاتب الصحافي فداء عيتاني فأشار بدوره إلى أن “منطقة عرسال تعتبر نقطة ضعف للنظام السوري وحليفه حزب الله، فهي نقطة ارتكاز للثورة السورية ونقطة استيعاب لنزوح اللاجئين”.
ولفت إلى أن “الاختراق الأمني الذي تعرّض له حزب الله الثلاثاء يتجاوز مستوى إرسال رسالة سياسية للحزب إلى التأكيد على وجود مشكلة تقنية في الجهاز الأمني لحزب الله”.
ويرى عيتاني أن “مَنْ ينفذ العمليات ضد حزب الله يحصل على كمّ هائل من المعلومات من داخل حزب الله، سواء بالاختراق البشري أو الإلكتروني”.
حزب الله ورّط لبنان مع العالم
ويعتقد المحلل السياسي أسعد حيدر أن “لبنان لايزال إلى اليوم تحت الحماية الدولية بسبب عدم تحول التفجيرات المتنقلة إلى حرب شاملة”، مستبعداً أن “يدخل البلد في حرب أهلية، لكن مشكلة تدخل حزب الله في سوريا لها تداعياتها”.
ويرى أسعد حيدر أن “لبنان يتعرّض لاختناق اقتصادي يهدد استقراره بسبب تدخل حزب الله في سوريا، والحل لن يكون إلا بتفاهمات إقليمية وبمعرفة مآلات الحوار الأميركي الإيراني”.
ويفضل الكاتب الصحافي شال جبور الإشارة إلى أن “ظاهرة الانتحاريين لم تظهر في لبنان إلى بظهور حزب الله، ومنذ عام 1983 استمرت الظاهرة بأشكال مختلفة، واستكملت بظهور التكفيريين في حرب سوريا”.
وقال جبور: “حزب الله ورّط لبنان في حرب مع التكفيريين، ومع السوريين واللبنانيين، ومع الشعوب العربية والمجتمع الدولي”.
أما قاسم هاشم، النائب عن كتلة التنمية والتحرير في البرلمان اللبناني المنتمي لتيار الثامن من آذار، فدافع عن حزب الله وقال إن “ما يجري في لبنان ليس مسؤولية حزب الله، وإنما كان الحزب هو آخر جهة تدخل الصراع السوري”، على حد قوله.
واعتبر هاشم أن “لبنان ليس جزيرة منعزلة عن سوريا، وهو بسبب تركيبته وموقعه يتأثر بما يجري في سوريا، كما أن حزب الله يدافع عن مشروع المقاومة بحربه في سوريا”، على حد قوله.