لم يكن “حزب الله” ليتراجع عن صيغة 9 – 9 – 6 التي تمسك بها من خلال تأكيد أمينه العام السيد حسن نصرالله في ثلاث اطلالات تلفزيونية وذهابه الى حد التلويح ان ما يطرحه الحزب راهناً قد لا يقبل به مع تطور الاوضاع الميدانية في سوريا لمصلحة المحور الذي يمثله الحزب وحلفائه.
الحزب المشهود له بالتعامل البراغماتي مع الاحداث اجرى مقايضة على قاعدة الربح والخسارة قد يسميها خصومه السياسيين تراجعاً بعد ان أيقن الحزب ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عازم على تأليف حكومة حيادية او حكومة امر واقع كما يسميها الحزب وان موعد الاعلان عن هذه الحكومة كان في الاسبوع الاول من الشهر الحالي. وهو ما فهم من تصريح سليمان خلال زيارته بكركي لمناسبة عيد الميلاد، وسارع الحزب الى إيفاد المعاون السياسي للسيد نصرالله حسين خليل برفقة وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل الى بعبدا خصوصاً ان لقاء رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد مع سليمان قبل عيد الميلاد لم يبدل توجه رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة قد تؤول اليها صلاحيات الرئاسة الاولى اذا ما تعذر انتخاب رئيس جديد في ايار المقبل، وان سليمان لا يستطيع تسليم صلاحيات الرئاسة لحكومة تصريف الاعمال الحالية التي لا تضم فريقاً اساسياً ووزاناً في البلاد.
حكومة 8 – 8 – 8 والرسائل الايجابية
لكن المواكبين لطريقة تعامل “حزب الله” مع الوقائع السياسية في لبنان وخارجه يؤكدون ان الحزب ما كان ليقدم على هذه الخطوة اي التراجع عن الثلث المعطل من منطلق الخوف، وهو اصلاً لا يتصرف على قاعدة الربح والخسارة او التحدي والكيدية، انما من منطلق الحسابات لان تشكيل حكومة على قاعدة 8 – 8 – 8 يرسل ايجابيات من حلفاء الحزب الاقليميين قد تمهد لخطوات مماثلة ترسم ملامح المرحلة المقبلة في لبنان ومحيطه وهي تعكس التفاهمات المعلنة وغير المعلنة بين خصوم الامس.
ومن جهة ثانية يقيم الحزب على اعتقاد مفاده ان سليمان وان كان جدياً في مسألة حكومة الامر الواقع، الا انه يعرف ان تبعات هذه الخطوة على قدر من الخطورة، وان قائد الجيش السابق ليس في وارد تحدي “حزب الله” لاسباب عدة.
اما تشكيل حكومة جامعة وفق حسابات “حزب الله” فإنها تأتي منسجمة مع اصرار النائب جنبلاط على المشاركة في حكومة سياسية مما ينسجم مع توجه الرئيس نبيه بري والحزب وسائر مكونات 8 آذار، عدا ان الحزب المطالب منذ اكثر من عام بالانسحاب من سوريا سيجد نفسه على طاولة تجمعه مع خصومه السياسيين من دون ان يجد نفسه ملزماً تقديم تعهدات لمسار تدخله في سوريا، وان كان سيخسر المعادلة التي يسميها بالذهبية، اي معادلة الشعب والجيش والمقاومة، لصالح معادلة جديدة يكون “اعلان بعبدا” قاعدتها الاساسية مع امكان الاشارة الى الاستراتيجية الدفاعية خصوصاً ان الرئيس سليمان اكد مراراً ان “اعلان بعبدا” لا يعني عدم مناقشة الاستراتيجية الدفاعية والتي لا تزال المسألة الوحيدة التي ستخضع للنقاش على طاولة الحوار الوطني.
(عباس صالح – النهار)
هذه سياسة والسياسة كما هو معروف للجميع لا دين لها وبالتالي فان مواقف جميع السياسيين خاضعة للتقلب والتراجع بمقابل معلن او غير معلن والمهم اولا واخيرا” النتائج
مقابل سلسلة اغتيالات جديده سيقوم بها نتن نصرالشيطان بواسطة المرتزقه الإيرانيين المتكومين حول كرشه