تمكن علماء بريطانيون من إعادة حاسة البصر لاثنين من فاقديها، ليعيدوا بذلك الأمل للملايين من فاقدي هذه النعمة، وذلك بعد أن أجروا تجربة ناجحة لعلاج جيني جديد تمكن من إعادة الرؤية جزئياً لعيون تفقدها.
وتمكن العلاج الجيني الجديد الذي اختبره العلماء البريطانيون من إعادة النظر جزئياً لرجلين كانا يعانيان من “العمى التدريجي”، وهو مرض نادراً يسمى (Choroideremia)، يؤدي إلى تراجع تدريجي في قدرات العين حتى يصل بصاحبه إلى فقدان كامل للبصر في منتصف العمر.
وقالت جريدة “غارديان” إن العلاج الجيني الجديد الذي يقوم باحثون من جامعة “أكسفورد” باختباره، يمثل تطوراً كبيراً في مجال علاج الأمراض المتعلقة بالعيون، ويعطي دفعة أمل كبيرة لفاقدي البصر بأن تعود إليهم القدرة على الرؤية مجدداً، من خلال التعديل الجيني الذي يتمكن الأطباء من إجرائه.
وقال فريق البحث إنه سيعمل على إجراء مزيد من العمليات التجريبية في هذا الإطار، وفي حال أعطت نفس الفعالية فإن الفريق يتوقع الحصول خلال خمس سنوات على موافقة إجراء هذا النوع من العمليات لفاقدي البصر في مختلف أنحاء العالم لإعادة الحاسة لهم.
ومن بين الرجال الستة الذين أجريت لهم العمليات التجريبية، المحامي البريطاني توبي سترو البالغ من العمر 56 عاماً، حيث عندما كان في العشرين من عمره أبلغه الطبيب بأنه سيكون قد فقد بصره بشكل كامل بحلول الخمسين من العمر، حينها قال للطبيب: “ماذا تعني؟”، فرد الطبيب قائلاً “عندما تكون في الخمسين لن تتمكن من أن تراني”.
لكن سترو الذي كان يعمل في شركة للمحاماة في لندن خضع لعملية تجريبية في عينه اليسرى خلال شهر فبراير 2012، وكانت عينه اليسرى هي الأسوأ حالاً والأقل قدرة على الرؤية، إلا أنه فوجئ بأن بصره عاد إلى عينه بعد العملية.
ويضيف سترو: “أنا أرفض القول إن كل شيء سيصبح على ما يرام، إلا أن نتائج التجارب تدل على أن هناك أملاً”.
ويتابع “طوال السنوات الثلاثين التي مضت كنت أعيش في حالة من الفظاعة، كنت أنتظر النهاية الحتمية، وهي الفقدان الكامل للبصر، لكن الآن ومع هذه النتائج فلا زال بمقدوري الرؤية، وهو أمر رائع بكل تأكيد”.