العربية.نت- أكد مصدر مطلع أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية وافق على طلب وزير الدفاع، المشير عبدالفتاح السيسي، بالاستقالة من منصبه، والترشح لمنصب رئيس الجمهورية، يأتي ذلك فيما عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتماعاً بكامل هيئته، نتج عنه بيان ترك الباب مفتوحاً أمام السيسي، لكي يتخذ قراره بحرية كاملة بخصوص الترشح للرئاسة المصرية.
وكان الرئيس المؤقت، عدلي منصور، قد أصدر قراراً جمهورياً بترقية الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي إلى رتبة مشير، وهي أعلى رتبة في الجيش المصري، حسب ما أعلنت الرئاسة المصرية.
بيان المجلس العسكري
وقد ضم اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة اليوم الاثنين قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وقادة الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية ورؤساء الهيئات والإدارات الهامة بالمؤسسة العسكرية، حيث عقد بمقر المجلس بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، وصدر عنه البيان التالي:
“انعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في جلسة طارئة، اليوم الاثنين، حيث استعرض ما تمر به البلاد في هذه الأوقات التاريخية الحافلة بالأحداث الكبرى.
وقد تابع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيقظة واهتمام ما تجلى على الساحة الوطنية منذ ثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيه 2013 والمسؤوليات الجسام التي تحملتها قوى الشعب والجيش معاً في خندق واحد، لتحقيق أهدافها المشتركة في حفظ أمن الوطن واستقراره، وقد استعرض المجلس ما قام به الفريق أول عبدالفتاح السيسي منذ توليه مهام منصبه من أعمال وإنجازات لتطوير القوات المسلحة ورفع كفاءتها القتالية والارتقاء بمهارات أفرادها وشحذ روحهم المعنوية.
ولم يكن في وسع المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلا أن يتطلع باحترام وإجلال لرغبة الجماهير العريضة من شعب مصر العظيم في ترشيح الفريق أول عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، وهى تعتبره تكليفاً والتزاماً. ثم استمع المجلس إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسي وقدر أن ثقة الجماهير فيه نداء يفترض الاستجابة له في إطار الاختيار الحر لجماهير الشعب.
وقد قرر المجلس أن للفريق أول عبدالفتاح السيسي أن يتصرف وفق ضميره الوطني ويتحمل مسؤولية الواجب الذى نودي إليه، وخاصة أن الحكم فيه هو صوت جماهير الشعب في صناديق الاقتراع، وأن المجلس في كل الأحوال يعتبر أن الإرادة العليا لجماهير الشعب هي الأمر المطاع والواجب النفاذ في كل الظروف، وفى نهاية الاجتماع تقدم الفريق أو لعبدالفتاح السيسي بالشكر والتقدير للمجلس الأعلى وللقوات المسلحة وقيادتها وضباطها وجنودها، إذ إنها قدرت الظروف العامة وتركت له حقه في الاستجابة لنداء الواجب وضرورات الوطن”.
“تحية وداع من الجيش لقائده”
وكانت وسائل إعلام مصرية قد ذكرت أن السيسي سيتقدم باستقالته خلال أيام، تمهيداً للترشح للانتخابات الرئاسية، ومن المعروف أن ترشح شخصية عسكرية يفرض عليها التقاعد أو الاستقالة من الجيش، كون الدستور ينص على أن يكون الرئيس مدنياً بالضرورة.
وقال مسؤول كبير لوكالة “فرانس برس”، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن ترقية السيسي إلى رتبة مشير تعني في الواقع “تحية وداع من الجيش لقائده”.
ويلزم الدستور الجديد مرشحي الرئاسة بالحصول على تزكية 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب أو تأييد 25 ألف ناخب في 15 محافظة، بحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة. وسيتعين على راغبي الترشح السعي إلى الحصول على توكيلات من ناخبين، إثر حل مجلس النواب بقرار قضائي.
اليزل: لا يوجد تفويض من الجيش
ومن جهته، نفى الخبير الاستراتيجي، اللواء سامح سيف اليزل، في مداخلة على قناة “العربية الحدث” أن يكون المجلس العسكري قد فوض السيسي في الترشح للرئاسة، إلا أن اليزل لم ينفِ وجود نية الترشح للرئاسة لدى السيسي، مشدداً على أن “التفويض لم يحدث على الإطلاق”.
وأشار اليزل إلى أن باب الترشح للرئاسة لن يفتح قبل نهاية فبراير، وأن الانتخابات ستكون في الأسبوع الأول من أبريل.
أحقية السيسي في الترقية
ونقلت “بوابة الأهرام” عن مصدر مسؤول قوله إن أي ضابط في القوات المسلحة حصل على زمالة “أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية”، وهي درجة ما بين الماجستير والدكتوراه، أو وصل إلى رتبة لواء وخدم كقائد لأحد الجيوش الميدانية أو مدير لإحدى الإدارات بالقوات المسلحة يحق له الترقية إلى أي رتبة حتى أعلى رتبة وهي المشير.
جاء ذلك تعليقاً على ما تردد عن وجود مخالفة في قرار الرئيس عدلي منصور بترقية الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى رتبة المشير، بدعوى أن الترقية لم تسلك طريقها الطبيعي.
وقال المصدر إن السيسي توافرت فيه تلك الشروط وأهمها أنه كان مديراً لأهم إدارات الجيش وهي إدارة المخابرات الحربية، كما أنه حالياً القائد العام للقوات المسلحة، أي أنه يقود كل جيوشها الميدانية.
يذكر أن السيسي تخرج من الكلية الحربية المصرية في العام 1977 ودرس بعد ذلك في كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 وفي كلية الحرب العليا الأميركية في العام 2006.
وللفريق السيسي أربعة أبناء هم ثلاثة شبان درسوا جميعهم في كليات عسكرية مصرية وانضموا إلى صفوف القوات المسلحة وأكبرهم متزوج من ابنة مدير المخابرات العسكرية الحالي اللواء محمود حجازي وبنت واحدة تزوجت بعيداً عن الأضواء قبل نحو أسبوعين.