سي ان ان — فساتين حمراء، وبرتقالية، وزرقاء، وصفراء، وبيضاء، وبنفسجية اللون. هذه ليست حفلة صاخبة من ألوان الصيف والربيع والشتاء والخريف، بل هي لمسة ساحرة أنثوية مستوحاة من صخور ومياه جارية وحبيبات من الجليد المتدلي من اللامكان، والتي قررت أن تمتد على جسد امرأة، أي امرأة، لتحقق شغفها بعالم الأزياء.
ولم تعرف مصممة الأزياء الإمارتية زرينة يوسف، أنها ستعمد بعد زيارتها إلى مغارة جعيتا اللبنانية، وهي المعلم السياحي الذي كان مرشحا لدخول مجموعة عجائب الدنيا السبع، إلى إطلاق مجموعة أزياء مستوحاة فقط من المغارة.
وقالت يوسف على هامش مشاركتها في معرض “فاشن فوروورد” في دبي بدورته لربيع وصيف العام 2014: “أثار دهشتي كيف أن الطبيعة يمكن أن تولد واحدة من أهم السمات الخلاقة.”
كل تلك التجاويف والشعاب الضيقة، والردهات والهياكل والقاعات التي نحتتها الطبيعة، وتسربت إليها المياه الكلسية من مرتفعات لبنان لتشكل مع مرور الزمن عالماً من القباب والمنحوتات والأشكال والتكوينات العجيبة، استلهمتها زرينة في مجموعتها لربيع وصيف 2014، والتي تعكس رؤيتها لقدرة الطبيعة على خلق ابتكارات فردية عشوائية، تظهر لدى تجميعها معا بصورة خلابة.
وأضافت يوسف: “أنا أحب الجمال والطبيعة، وأردت تجسيد ذلك في أزيائي.” وأوضحت: “سافرت إلى لبنان لمدة يومين فقط وقررت زيارة جعيتا، وانبهرت إذ أني لم أر جمال وطبيعة وخلق رب العالمين بهذا الإبهار. وسألت لماذا لم يسمونها من العجائب السبع، ولكنهم قالوا لي إن المغارة ترشحت إلى العجائب السبع.”
وتضمنت مجموعة يوسف 50 فستانا، وتأثرت بالأشكال المجردة والخطوط التي تتحول إلى أعمال فنية لدى جمعها ووضعها على التصاميم. وأشارت يوسف إلى أنها لم تواجه أي صعوبة، في العمل على مجموعتها. وأكدت: “عندما رأيت جعيتا بات العمل أسهل بالنسبة إلي.”
ولا تحبذ زرينة حصر نفسها بألوان معينة، لذا، تتضمن مجموعتها سلسة واسعة من تشكيلات الألوان الجريئة، وهي الأبيض الذي يصور الجمال الطبيعي المتجسد في تشكيلات الأزهار، والمجموعة الرئيسية التي تتسم بوفرتها الكبيرة من الألوان، والذهب الذي يعتبر ذروة ممتلكات الطبيعة الثمينة.
واعتبرت يوسف أن أكثر ما أبهرها في المغارة هي الخطوط العجيبة، والمربعة، والمستطيلة والتي ترجمتها بمنسوجات تتدلى على جسم المرأة لتكسبه رونقا وجمالا. وفي هذا السياق، وصفت يوسف جعيتا قائلة: “خطوط نازلة من اللامكان، في قلب المغارة، التي تبهر العين بممراتها ولون مياهها وكل شيئ فيها يفوق الجمال.”
وكانت يوسف قد أطلقت مجموعتها الأولى من الأزياء في العام 2002، إذ اعتبرت أن كل قطعة تعتبر تحفة فنية قائمة بذاتها، حيث امتزج استخدامها المتقن للتطريز الفني الذي استقته من مختلف أنحاء العالم، مع خيوط الفضة والذهب وأرقى أصناف الشيفون.
واعتبرت المصممة الإماراتية أن الفساتين التي عرضتها، يختلف كل جزء فيها عن الآخر، قائلة: “هكذا هي جعيتا، وهذا ما أتاح لي السهولة بالتصميم، إذ كلما أغلقت عيني رأيت الجزء الذي أريد رأيته في المغارة، وصممت الفستان على شكله.”
وأشارت يوسف إلى أنها يمكن أن تستوحي مجموعة أزياء في المستقبل من النهضة العمرانية في دبي.
أما عن سبب زيارتها إلى بيروت في ذلك الوقت بالذات المتردي أمنياً، فأردفت قائلة: “دخلت واحدة من أحلى المناطق التي رأيتها في حياتي وأردت تجسيدها في أزيائي.” وأكدت يوسف: “لا يجب أن نرى فقط الجانب السيئ بل الجهتين معاً وأن ينتصر في النهاية الجانب الجميل
الله يقويكي و يا هلا
احب المواضيع لي مافيها عجئى
ياريت كان الموضوع مرفوق بصور كثير والفيديو
بالتوفيق.