مرسلة من بقعة ضوء:
مجاهد مأمون ديرانية
سألني أخ كريم فقال: ها قد أتممنا ثلاثَ سنين ودخلنا في الرابعة. هل تعتبر السنوات الثلاث وقتاً طويلاً؟ وما معيار الوقت الطويل والقصير؟
قلت: هذا سؤال ليس له جواب. لو سألتك: هل تعتبر مليون ليرة ثمناً مناسباً لبيت؟ فإنك سوف تجيب عن سؤالي بسؤال: ما هو هذا البيت؟ أخبرني أولاً عن حجمه وموقعه وصفاته حتى أستطيع تقديم الجواب الصحيح. إن بيتاً من غرفتين ليس كبيت من ستّ غرف، والبيت الكبير ليس بسعر القصر الفاخر، وهو في المدن الكبيرة أغلى منه في القرى والبلدات الصغيرة بكثير.
حسناً، ما الذي “نشتريه” بثورتنا؟
في أول أيام الثورة أراد المتظاهرون في درعا محاسبة المجرم عاطف نجيب وطالَبَ متظاهرو حمص بإقالة المحافظ وتلا متظاهرو بانياس قائمةً بمطالبَ متواضعةٍ منها الفصلُ بين الطلاب والطالبات في المدارس! هل تستحق هذه المنجزات وأمثالُها ربعَ مليون شهيد ونصف مليون مصاب وعشرة ملايين مشرد وملايين المعذَّبين والمعذَّبات، في ثلاث سنين مضت وفيما لا يعلم عددَه من السنين الآتيات إلا الله؟
لو كنا دفعنا ذلك كله من أجل المطالب التي أعلنها المتظاهرون في الأسبوع الأول فإنها لَصفقة خاسرة ظالمة! ولكنْ ماذا عن التخلص من عبودية نصف قرن؟ ماذا عن استرجاع الكرامة والخروج من حياة الذل والهوان (إن كان يصحّ أن تُسمَّى حياة)؟ ماذا عن إعادة ولادة الشعب السوري من جديد؟ ماذا عن تحطيم المؤامرة الرافضية الكبرى لابتلاع بلاد المسلمين؟ ماذا عن إيقاظ الأمة المسلمة واسترجاع عزّها المفقود؟ ألا تستحق هذه المغانم الجليلة العظيمة ما دُفع من ثمن باهظ؟ بل ألا تستحق أن ندفع أكثرَ وأكثرَ لننالها؟
* * *
نحن الآن في أول السنة الرابعة. في مثل هذه المرحلة من عمر الدعوة النبوية كان بلال يئنّ تحت الصخرة وهو مطروحٌ على رمل الصحراء اللاهب ويردد بلا انقطاع: “أحَد، أحَد”. في مثل هذه المرحلة من تلك الدعوة العظيمة مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بآل ياسر وهم يعذَّبون، وقد طعن المجرمُ الكافر أبو جهل سميةَ بالرمح في قلبها (أو في فخذها -في رواية أخرى- فنفدت الطعنة إلى فرجها فقتلتها) فقال عمار: يا رسول الله، بلغ منّا العذاب كل مبلغ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صبراً أبا اليقظان”، أو قال: “صبراً آل ياسر، فإن موعدكم الجنة”.
وربما قريباً من هذه المرحلة جاء أصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم إليه -وهو متوسّدٌ بُردةً له في ظل الكعبة- فقالوا: ألا تستنصرُ لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: “قد كان مَن قبلَكم يُؤخَذ الرجلُ فيُحفَر له في الأرض فيُجعَل فيها، فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُجعَل نصفين، ويمشَّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصدّه ذلك عن دينه. والله لَيتمّن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا اللهَ والذئبَ على غنمه، ولكنكم تستعجلون”.
ثم انتظَروا بعدها تسعَ سنين حتى أتى يومُ الهجرة فتخلّصوا من العذاب وانتقلوا من الخوف والهوان إلى العزّ والأمان، وانتظروا بعدَها قريباً منها حتى جاء يوم الفتح الأكبر. لا أقول إننا سنعاني كل تلك السنين حتى يأتي النصر المبين، فلا يعلم متى يأتي ذلك اليوم العظيم إلا الله، إنما أقول إن المكاسب العظيمة لا تُشترى إلا بالثمن الكبير، وإني لأسأل الله تبارك وتعالى أن يعجّل بالنصر والفرج لأن البلاء الذي أصابنا أعظمُ ممّا أصاب الصحابةَ من بلاء، ولأن عدونا فاق في الخِسّة والإجرام أبا جهل وسائرَ كفار العرب في ذلك الزمان.
* * *
يا أهل سوريا الكرام ويا أحرارها ومجاهديها الميامين: لقد أردنا أمراً وأراد الله أمراً، وما أراده الله خيرٌ ممّا أردنا، ولا يختار لنا إلا الخير. أردنا السلامة والدنيّة وأراد الله لنا العُلُوّ والسُّمُو، أردنا مخدّراً نخدّر به الألم الناشئ عن الورم، وأراد الله للورم الخبيث كله أن يُستأصَل من أصله لنتعافى منه إلى الأبد.
قد تطول المحنة وتطول، ولكننا ماضون إلى النصر بإذن الله، سوريا إلى خير بأمر الله. نسأل الله أن لا يحمّلنا ما لا طاقةَ لنا به، وأن يعفو عنا ويثبّتنا وينصرنا على عدونا، والحمد لله على كل حال.
لقد أراد الله ان تروا ان بشار كان رحمه وبردا وسلاما وكان آمنا وامانا ولكنكم أصبحتم عبره لم يبقى مرار الادقتوه وخربتوا بيوتكم بأيديكم هذه هي العبره
مــن عــاش لــنفسه فــانه قــد يــستريح
لكــنه يعــيش صــغيرا ويــموت صــغيرا
ومــن عــاش لــغيره قــد يتــعب
ولــكنه يعــيش كــبيرا ويــموت كبــيراً
بكل حب وإحترام وشوق
نستقبلك ونفرش طريقك بالورد
ونعطر حبر الكلمات بالمسك والعنبر
وننتظر الإبداع مع نسمات الليل
وسكونه
لتصل همسات قلمك إلى قلوبنا
وعقولنا
ننتظر بوح قلمك
تحياتي ………………… الاخ / ت بقعة ضـــــــــــــوء لا تنتهي
قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها ، ولم يتم بعد تمامها ، ولم تحشد بعد طاقاتها ، ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات . فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكاً لعدم قدرتها على حمايته طويلاً!
سيد قطب رحمه الله
ياإخوة الأيام القادمة
ليست ايام مزاح
ليست ايام مرح
ليست ايام كسل
ليست ايام قعود
ليست ايام كلام خلف الشاشات
الأيام القادمة أيام بذل وعطاء وإستعداد وتحضير
الأيام القادمة أيام صعبة ويجب أن نأخذ الأمر على محمل الجد
فإما نصر للدين وبذل كل ما لدينا في سبيل ديننا وإما إعدوا الأكفان و أتركوا الوصايا لأهلكم وزوجاتكم ولتبكي علينا البواكي.
أنصح نفسي وإخواني :
بالإستعداد الجيد والعدة و الإلتفاف بينا بعضنا البعض الأيام القادمة سنعلم الصادق من الكاذب .
إحذروا ياإخوة وأستعدوا فوالله الأيام المقبلة ستقفون عند هذا الكلام.
قلوبنـا التي تنبض بالإيمان أقوى من #براميل_الموت
ويقيننـا بأنّ الله معنا وأنّ النصــرَ لنا بإذن الله جعلنا نصمد ثلاث سنوات أمام أعتى أنواع الأسلحة .
ولن يخذل الله شعباً قالَ : يــاالله مـا لـنـا غيــرك يــا الله
“.. وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ..”
سالت نفسي : لماذا لم يسقط النظام الى الان ؟؟
لماذا لم يمت الاسد الى الان ؟؟ لماذا لا يغتال مثلا ؟؟
ماذا لو سقط النظام الان وانتصرت الثورة ؟؟ ماهو السيناريو المتوقع ؟؟
هل تنتهي الازمة بسقوط النظام او بموت بشار ؟؟ ام ان ذلك سيشعل ازمات اخرى ؟؟
قد تظهر زعامات وتختفي زعامات , وقد يؤول الامر الى غير اهله , وقد يحدث الاقتتال الداخلي بين فصائل الثورة ونخسر الثورة قبل مضي عام على انتصارها , قد تقوم القيادة الجديدة بمحاكمة بعض عناصر النظام وستتعالى الاصوات للعفو عن الباقين فدين الاسلام دين التسامح والتصالح ,
في الحقيقة المسالة اكبر من الاسد واكبر من سوريا نفسها واكبر من ان يتحكم به احد من البشر , الواقع الجديد الذي تبشر به الثورة , والذي يتفتق من بطولات واحلام الثوار يعتمد اعتمادا كليا على التنظيف الكامل والتطهير الشامل , الواقع الجديد هو خلق جيل يفوق جيل الصحابة رضوان الله عليهم بخمسين مرة , فالصحابة بجلالة مكانتهم قد واجهوا جاهلية محلية , اما صحابة اليوم فيواجهون جاهلية كونية وجاهلية اممية وعالمية .
الاسد او النظام هو العامل الوحيد الذي يبقي الثورة متقدة , وان عملية التطهير تقتضي بقاء الاسد ليزج بعناصره وابناء طائفته في اتون المعركة حتى يفنى اخر عنصر فيهم ومن ثم يات دور الاسد ويسدل الستار عن هذا الفصل , ليبدا فصل جديد من عملية التطهير , هذه المرة خارج حدود سوريا .