شكلت قصة الأم الإيرانية التي صفحت عن قاتل ابنها عبد الله، بعد أن صفعته على وجهه في محاولة لشفاء غليلها، مادة دسمة للإعلام الإيراني والعربي على السواء. حتى إن قصتها انتشرت عالمياً. أما جديدها فحديث أدلت به لصحيفة الغارديان البريطانية، روت خلاله الأسباب والتفاصيل التي دفعتها إلى طلب العفو عن قاتل “أغلى ما تملك” وهو لم يتم بعد الثامنة عشر من عمره، وكانت فقدت في السابق صغيرها وهو في الـ 11 من عمره إثر حادثة دراجة نارية.

فقد روت سميرة الاينجاد للصحيفة كيف رأت ولدها في المنام. وكشفت أنه مع اقتراب يوم تنفيذ الإعدام بحق بلال (19 سنة) قاتل ابنها، بدأت ترى عبدالله في أحلام اليقظة.
المشنقة حول رقبة بلال

لكن مفاجأتها كانت قبل 10 أيام من تنفيذ حكم الإعدام، حين رأت ولدها يطلب منها السماح وعدم الانتقام أو الأخذ بالثأر لمقتله. إلا أنها أكدت أنها لم تكن تستطع السماح بأي شكل من الأشكال. حتى رؤية ولدها عبدالله يأتيها في المنام مرة جديدة، قبل يومين من الإعدام، دون أن يوجه لها الكلام أو ينبس ببنت شفة، لم تدفعها إلى التراجع عن طلب الثأر. فقط مشهد حبل المشنقة حول عنق بلال، دفعها قبل دقيقتين من تنفيذ الحكم، إلى الصفح عنه.

ولفتت إلى أنها تحدثت إلى زوجها قبل يومين من تنفيذ الحكم، كاشفة له إصرارها على الانتقام، والاقتصاص من قاتل عبدالله، فما كان منه إلا أن طلب منها تسليم الأمر لله.

وفي صبيحة اليوم المنشود، توجهت مع زوجها وأقاربها إلى سجن النور حيث سينفذ الحكم، فوقت أمام الباب، ليبادرها زوجها قائلاً: “الكلمة الفصل والقرار يعود إليك، فقد تعذبت كثيراً”.

يذكر أنه في تلك الحالة يحق لعائلة المجني عليه أن تطلب عدم تنفيذ الحكم أو الصفح عن القاتل، كما يحق لما يسمى “ولي الدم” تنفيذ حكم الإعدام بنفسه بمؤازرة حراس السجن.

هنيهات قليلة قبل أن يلفظ بلال أنفاسه الأخيرة، صرخ طالباً الرحمة رأفة بوالديه، فما كان من سميرة إلا أن صرخت متألمة “وهل رأفت أنت بوالدي ابني أو أظهرت الرحمة”.
أم القاتل تقبل قدمي سميرة

لحظات فصلت بلال عن الموت، لتعتلي سميرة المنصة صافعة الشاب على وجهه.

مجرد صفعة برّدت قلبها، فعادت الدماء تجري في عروقها، بحسب قولها. وتتابع الأم الثكلى قائلة: “شعرت وكأنني شفيت غليلي ورويت ظمأ الانتقام”.

فطلبت من زوجها أن يفك الحبل عن رقبة بلال، وانهارت باكية. عندها وافتها أم أخرى، اخترقت الحشود التي كانت متجمهرة، وشقت الصفوف لتصل إلى سميرة، وتحتضنها بقوة، لا بل لترتمي أرضاً وتقبل قدميها. تلك الأم كانت “كوبرا” أم بلال، التي لم تكن لتصدق أن ابنها كتبت له الحياة من جديد.

وتتابع سميرة واصفة “أم بلال” وتقول : “كانت في غاية السعادة، وكأنها تطير”.
وتضيف، بعد ذلك ذهبت لزيارة قبر ولدي الحبيب. أما عن علاقتها بعائلة القاتل، فتكشف سميرة أنها طوال تلك السنين منذ 2007، لم تتفوه بكلمة واحدة أو تسألهم لماذا قتل ولدكم ابني. لكنها تضيف: “أقربائي يتكلمون معهم، وهم قالوا لي إن بلال كان ولداً ساذجاً، لم يكن مجرماً على الإطلاق، بل كل ما في الأمر أنه في لحظة غضبه، كان يحمل سكيناً، فحصل ما لم يكن في حسبان أحد”.
بفقدان الولد تخسر جزءاً من قلبك

أما كلمتها الأخيرة للشباب بعد أن أضحت أشبه بأيقونة، واحتلت قصتها الإنسانية منابر إعلامية عالمية، فهي باختصار ألا يحمل هؤلاء الشباب سكاكين عندما يخرجون، وأن يعوا أنهم حين يقتلون شخصاً فهم لا ينهون حياته وحده، بل يقضون أيضاَ على والديه. وتضيف مؤكدة أنها شعرت بالسعادة لعلمها أن قرارها هذا أدخل الفرحة إلى قلوب العديد من الناس.

وتختم قائلة: “عندما تخسر طفلك، تخسر معه جزءاً من قلبك وجسدك، كل تلك السنوات شعرت أنني مجرد جثة تمشي، لكن بعد قراري هذا وجدت بعض السلام والطمأنينة. واليوم أشعر أن الانتقام خرج من قلبي وتركني بسلام”.

يذكر أن عبدالله قتل إثر مشاجرة على قارعة الطريق في مدينة “نور”، شمالي إيران، عام 2007 بعد أن تضارب مع بلال (19 عاماً) فأرداه الأخير قتيلاً. وحكمت المحكمة في إقليم “مازندران”، حيث تقع المدينة التي شهدت الجريمة، على القاتل بالإعدام شنقا وقررت تنفيذ الحكم في مكان عام بالقرب من السجن، وذلك بعد مرور سبعة أعوام على الحادثة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫8 تعليقات

  1. عندما تخسر طفلك تخسر معه جزءا من قلبك…
    كلامها دليل على صدق مشاعرها وحرقة قلبها .
    ربنا يحمي اطفالنا ويرحم أطفال وشباب كل الأمهات الثكالى.
    كتير كتير صعب شعور هيدي الام وربنا يعطيها الصحة والصبر والايمان مقابل إعفائها هذا.
    الله على أمي كيف هي احاسيسها والنار تشتعل في قلبها على فقدان اخي
    بمن نفكر بأمهاتنا او أمهات سوريا او العراق …
    حمدلله

  2. هذا الخبر ليس بجديد وقرات عنوانه من قبل ولم ادخل على الصفحه ابداً….
    اما الان لا اعلم ..
    ترددت ومن ثم دخلت لم اكمل الموضوع… لم استطع ….
    اما كلامك يا محايده ……………….كم هو مؤلم وموجع …الله يرحمنا ويرحمهم …

    ما في كلمه تنوصف …….وما في دواء لهذا الوجع ……..
    جزء من قلبك …من روحك …او عقلك …لا اعلم ما هو …….

    الله يرحم اخوك ….
    ويرحم والدتك ويصبر قلبها …يا رب ويطول بعمرها وبعمر جميع الامهات يا رب …
    ويرحم امهات العالم جميعاً
    وبارك الله بهذه الأم والله يصبر قلبها…

  3. حبيبتي الاميرة بلو*** و الله دخلت على الموضوع فقط لاقرا ما كتبتي
    اختى العزيزة الله لا يوريكي وجع و لا الم …و يعوض محبتكي لمن فقدتي بالصبر …و يصبرنا اجمعين على احبابنا …….
    و الحمد لله على كل شيء …..اللهم لا اعتراض على قدرك و لا حول و لا قوة الا بالله.
    ———
    تحياتي الخالصة لاختى محايدة … فعلا كلامها معبر …. الله يحفظها.

  4. الحبيبه بلو و الله أنا لا أُحب قراءة هذه القصص المُحزنه و الآن بدأت أشعُر بالإمتعاض أكثر منها لأنها تُسبب لكِ الحُزن و أنتِ غاليه علينا جميعاً !!! صبركِ الله و رحم عزيز عينكِ و أسكنهُ فسيح جناته !!!!!
    ____________________
    مُحايده الله يرحم أخوكِ و يخليلك سنافرك و ما يريكِ مكروهاً في عزيز !!! تحياتي عزيزتي !!!
    ___________________
    تحياتي لأطيب قلب أريج الجزائر و لن تعلمي كم أنتِ كبيرةً في عيون الكُل لطيبة قلبك و أخلاقك العاليه !!!! تحياتي عزيزتي !!!! ………..سنفوره سابقاً!!!!!

  5. سنفورة السنافر حياكي الله يا بنت الارض الطيبة ….و الناس الاكرمين
    اتمنى ان تكوني بخير انتى و كل احبابكي
    لانكي طيبة و جميلةالاخلاق و عالية الثقافة ترين كل شيء جميل —-
    كلامكي شهادة اعتز بها اختى العزيزة ———— الله يفرحك و يعطيك كل خير الدنيا و الاخرة…
    شكرا من قلب قلبي سنفورتي..
    ————
    محايدة الله يرحم اخوكي و يفرحك بأولادكي..و يباركلك فيهم.
    —–

  6. حبيبتي أريج بشكرك على هذا الشعور النبيل …
    عم تخجلوني بمحبتكم لي حبيبتي … وافتخر بهذه الصداقه …
    ربي لا يجرب أحد هذه الغصه …ويصبر كل منصاب…
    بشكرك من كل قلبي الله يخلي احبابك يا رب …وتكوني بخير انشاءالله
    و الحمد لله على كل شيء …..اللهم لا اعتراض على قدرك و لا حول و لا قوة الا بالله
    تحياتي لك بارك الله بك

  7. حبيبتي السنفوره ومثل ما قلت للغاليه اريج…
    بالفعل غمرتوني بمحبتكم رغم اننا تعرفنا على بعض من خلال هذه الجريده وبوقت قصير حسيت انكم كتير قراب للقب…
    الله يخليكم ويخلي غواليكم واحبابكم اجمعين يا رب …
    انا بالحياه مش كثير بفضفض مثل ما بيقولوا ومن هيك بتاثر زياده ….

    جرحي كبير ومثل كل أم ………. والله لا يجرب احد.. ويحفظكم يا رب من كل مكروه..
    وشكراً لك ولدعائك لي وشعورك النبيل الذي اقدره …
    تحياتي لك وبارك الله بك

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *