فرانس برس- دخل وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ، اليوم الجمعة، في الأحياء المحاصرة منذ نحو عامين في وسط مدينة حمص، تمهيداً لتطبيق اتفاق يقضي بخروج مقاتلي المعارضة من هذه الأحياء، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن “بدأ ظهر اليوم الجمعة في تمام التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش تنفيذ وقف لإطلاق النار في الأحياء المحاصرة من حمص التي تتعرض لحملة عسكرية منذ نحو أسبوعين، تمهيداً لتنفيذ اتفاق بين طرفي النزاع”، يقضي بخروج المقاتلين إلى ريف المحافظة ودخول الجيش النظامي إلى هذه الأحياء.
وأوضح أن الاتفاق “يقضي بوقف إطلاق النار والسماح بخروج المقاتلين من الأحياء المحاصرة منذ أكثر من عامين على أن يتوجهوا نحو الريف الشمالي لمحافظة حمص، ودخول القوات النظامية إلى هذه الأحياء”.
وأكد أن “انسحاب المقاتلين من الأحياء لم يبدأ بعد”، وأن الاتفاق “يفترض أن ينفذ خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة”.
وقال ناشط في المدينة يقدم نفسه باسم “ثائر الخالدية” لوكالة “فرانس برس” عبر الإنترنت من جهته، إن “الاتفاق عبارة عن هدنة ستستمر 48 ساعة بدءاً من اليوم، يتبعها خروج آمن للثوار باتجاه الريف الشمالي”. وأكد أن “الانسحاب لم يبدأ بعد”.
وقال الناشط إن الاتفاق “لا يشمل حي الوعر” المحاصر أيضاً والواقع خارج حمص القديمة. وفي حال تنفيذ الاتفاق، سيكون حي الوعر المنطقة الوحيدة المتبقية في المدينة تحت سيطرة المعارضة، ويقطنه، بحسب ناشطين، عشرات الآلاف من الأشخاص، غالبيتهم من الذين نزحوا من أحياء أخرى في المدينة بسبب أعمال العنف.
وبدأت القوات النظامية منذ منتصف أبريل حملة عسكرية للسيطرة على الأحياء المحاصرة في وسط حمص التي كانت تعتبر “عاصمة الثورة” ضد النظام.
وفرض النظام حصاراً خانقاً على هذه الأحياء منذ يونيو 2012. ومطلع العام الجاري، تم إجلاء نحو 1400 مدني من الأحياء المحاصرة في إطار اتفاق أشرفت عليه الأمم المتحدة. وخرجت في الأسابيع التي تلت أعداد أخرى من المقاتلين. ولا يزال حوالي 1200 مقاتل و120 مدنياً و60 ناشطاً يتواجدون داخلها، بحسب ناشطين.
وشهدت المدينة العديد من الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ منتصف مارس 2011. وسيطر النظام على غالبية أحيائها في حملات عسكرية عنيفة أدت إلى مقتل المئات ودمار كبير.
وكان أبرز هذه الأحياء حي بابا عمرو الذي سيطر عليه النظام مطلع العام 2012، وكانت هذه المعركة إحدى المحطات الأساسية في عسكرة النزاع الذي تسبب خلال ثلاث سنوات بمقتل أكثر من 150 ألف شخص.