(CNN) — قال شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إن الغرب يمارس “الاستعلاء” على الشرق، و”اخترع نظريات فاسدة” للسيطرة عليه، وبينها “صدام الحضارات” بالتزامن مع تقرير صادر عن دار الافتاء المصرية حول ظاهرة “الفكر التكفيري” اعتبرت فيه أن هذه الأفكار تستند إلى “صراع الحضارات” لبناء طروحات بينها قتال الأنظمة وعدم الاعتراف بالحدود.
وقال الطيب، في مقابلة مع فضائية “الحياة” إن الغرب يمارس “الاستعلاء والإقصاء” تجاه الشرق، وقد اخترع ما وصفها بـ”النظريات الفاسدة” من أجل “السطو على خيرات الشرق،” وتابع بالقول: “مع أن ثورات الربيع العربي كان فيها الخير لبعض البلدان العربية، إلا أن بعضها كان يحمل مخططًا لتخريب وتقسيم لبعضها الآخر، والغرب اليوم يقدم لنا نظرية صراع الحضارات التي يقصد بها أن يظل الغرب في تربص وصدام مع الحضارة التي يقدمها الإسلام.”
وأضاف الطيب أن الأمم غير الغربية “لها حضارات وقادرة – لو تركت لها الفرصة – على قيادة العالم بطريقة أعقل بكثير من قيادة الغرب للعالم،” مضيفا أن الحضارة الغربية تعيش ما في ظل ما وصفه بـ”الفقر المدقع والتصحر الأخلاقي والروحي والديني.”
ونفى الطيب أن يكون للأزهر دور سياسي، مضيفا أنه وقف “بجانب كل الثورات الشعبية التي جابهت الظلم” وكشف أنه “فكر كثيرا في الانسحاب من منصبه في عهد الإخوان، ولكن المصلحة الوطنية اقتضت استمراره في المنصب،” وأضاف أنه وقف إلى جانب “الإرادة الشعبية” في عزل الرئيس محمد مرسي “خوفا على البلاد من الدخول في حرب أهلية.”
وفي أعقاب مواقف الطيب، أصدرت دار الإفتاء المصرية تقريرا تناول ما وصفه بـ”منهج الفكر التكفيري وأسسه التي يَبني عليها مقولاته” ورأى أن التغيرات التي شهدتها المنطقة خلال الثلاث سنوات الماضية وما رافقها من أحداث شهدتها سوريا والعراق “دفع ما أطلق عليهم بالجهاديين إلى الواجهة مرة أخرى، وأعاد أصحاب الفكر التكفيري إلى دائرة التأثير.”
واعتبر التقرير الصادر عن “مرصد فتاوى التكفير” التابع لدار الإفتاء، أن الفكر التكفيري “يؤسَسَ على نظرية صدام وصراع أصحاب الأديان والثقافات المختلفة بدلاً من الحوار والتعارف والتآلف الذي أمر به الإسلام”. وحدد التقرير بعض معتقدات أصحاب من وصفهم بـ”الفكر المنحرف” وبينها أنهم “لا يعترفون بالحدود بين الدول الإسلامية، إذ يعتبرون أن العالم كله دولة واحدة تقام في ظل أممية إسلامية حسب زعمهم تعيد مجد الأمة وريادتها.. لذا يستبيح التكفيريون حدود الدول وأراضيها في مسعى منهم لإقامة إمارات إسلامية حسب تصورهم.”
وأضاف التقرير أن الفكر المنحرف “يبيح الامتناع عن دفع الفواتير المستحقة للدولة.. كما يفتي بوجوب دفع الصائل ومقاتلة رجال الأمن بوصفهم حراساً للطائفة الممتنعة عن تطبيق الشريعة… ويعتبرون الديمقراطية كفرا، لأنها في نظرهم تشريع يضاهي تشريع الله، وتساوي بين المسلم والكافر والبر والفاجر.”
ولفت التقرير إلى تبدلات في “الفكر التكفيري” بحيث بات يدعو إلى “قتال العدو القريب” وهي الأنظمة السياسية القائمة، بعدما كان يقدم قتال “العدو البعيد” المتمثل بـ”اليهود والصليبيين.”