قبل ساعات من رحيله، ظهر حسين الإمام بصحبة الفنانة إسعاد يونس في لقاء تلفزيوني مسجل، كان قد سجله قبل وفاته بأيام قليلة، تحدث فيه عن مشواره باعتباره أحد نجوم جيل الثمانينات والتسعينيات.
ولم يكن الراحل يعلم وقت تسجيله للمقابلة أن ساعاته في الدنيا باتت معدودة، حتى إنه ذكر في بداية اللقاء أنه لا يهتم بما يحدث من حوله في الوقت الحالي، ويعيش في قوقعة، لإدراكه أن العمر ليس طويلا، ويجب على الإنسان ألا يضيعه في الأزمات.
حكاية الجيل المنسي
وتحدثت إسعاد يونس مع حسين الإمام عن جيل الثمانينات والتسعينيات، الذي يعتبر هو أحد نجومه، خاصة أن هذا الجيل يطلق على نفسه لقب “الجيل المنسي”، وهو ما فسره الفنان الراحل بأنه في هذه الفترة كان هناك رفض لفكرة الفرق الغنائية، إلى أن قامت الثورة الغنائية على أكتاف علي الحجار ومحمد منير وفرقة المصريين وكذلك عزت أبو عوف.
وسرد حسين الإمام تفاصيل عودته من ولاية شيكاغو، حينما سافر إليه مودي الإمام وطلب منه العودة إلى مصر من أجل تقديم أغانيهم، وكانت أول أغنية قدماها معاً تحمل اسم “شكلك متغيرش”، والتي كان من المفترض أن تقدمها المطربة إيفا، ولكن مودي طلب منه أن يقوما هما بغنائها.
وأعلن الإمام عن حبه لأغاني المهرجانات الشعبية التي تقدم في الوقت الحالي، وبالتحديد أغاني “أوكا وأورتيجا”، خاصة أن هذا يعد نتاج ما وصلنا إليه في الوقت الحالي، معتبرا أن عبدالحليم حافظ حينما كان يغني الأغنيات الخاصة به، كان ذلك يتماشى مع العصر الخاص به، معلنا رفضه للنمطية.
فيلمه مع يسرا الذي لم يقدم
وتحدث الفنان الراحل عن عمله مع الممثلين والمطربين في مجال الموسيقى، مشيرا إلى أنه قام بعمل أغنية “جت الحرارة” للفنانة يسرا، خاصة أن الأغنية كان من المفترض أن تقدم في فيلم يحمل اسم “طعم الدنيا”، يشارك إلى جوارهما في بطولته محمد منير، ولكن الأغنيات تم تسجيلها والفيلم لم يتم تصويره حتى الآن.
كما فسر الإمام تعاونه مع الممثلين في مجال الغناء بشكل أكبر من المطربين، بكونه لم يتعامل مع مطربين سوى محمد منير فقط، وهو ما يعود إلى انتماء منير إلى نفس المدرسة الموسيقية التي ينتمي إليها الإمام، إضافة إلى عدم قدرته على التعامل مع كلام الأغاني النمطي، وأنه يرغب في أن يكون الكلام قادما من اتجاه مختلف، وهو ما جعله يتعاون مع الممثلين في الأغنيات التي يقدمها، ورفض العديد من عروض المطربين الكبار.
كيف قدم أغنية “كابوريا”
قبل أكثر من عشرين عاما، قدم الإمام أغنية “كابوريا” للراحل أحمد زكي، والتي حكى عن تفاصيلها، بكون أحمد زكي كان يقدم شخصية “حسن هدهد” في الفيلم الذي يخرجه خيري بشارة، وكان يقدم دور ملاكم، يغني عنوة في الأفراح، وهو ما كان يحتم على الإمام أن يقدم أغنية تقدم هذا العنف.
وقبل بدء التصوير، كانت الساعه تشير إلى الثالثة فجرا حينما أتى الإلهام إلى حسين الإمام بلحن الأغنية، فقام بالاتصال بالمخرج خيري بشارة الذي جاء على الفور، واستقرا على كلمات الأغنية، التي قام المنتج محمد السبكي بإعادة تقديمها قبل عامين في أحد أفلامه الذي قامت ببطولته فيفي عبده وإدوارد، بعد استئذان الراحل حسين الإمام الذي رحب على الفور.
وقدم الإمام في ختام لقائه أغنية “لو كل الناس قالت الحقيقة” التي يقدمها في مسلسل “كلام على ورق” بصحبة اللبنانية هيفاء وهبي، والمقرر عرضه في شهر رمضان، ومن إخراج محمد سامي، لتصبح هي الأغنية الأخيرة التي يظهر من خلالها أحد صناع الموسيقى في مصر، الذي لم تكن الابتسامه تغادر وجهه مطلقا.
مات وشبع موت ما عاد يفيد شو حكى ولا شو شكى……. قدر ومكتوب ما منه مهروب
” الله يرحمه “