بدأت حالة من القلق تتسرب إلى الشارع في طرطوس مع تزايد عدد القتلى في منطقة تعتبر أصلاً معقلاً وخزاناً بشرياً يمدّ قوات النظام بالعناصر والجنود، وإضافة الى القلق تتخوف دمشق – وفق مراقبين – من بدء حالة استياء وتململ بين السكان جراء النزيف البشري الذي يفرضه الصراع منذ ثلاث سنوات.
مقبرة للجنود السوريين في طرطوس (غرب البلاد) تضاف إلى مئات المقابر الجماعية على امتداد الأرض السورية.
وظلت المدينة الساحلية التي تعتبر معقلاً رئيسياً للأسد على مدى أكثر من ثلاث سنوات في منأى عن العمليات العسكرية، غير أنها سجلت أعلى عدد لقتلى القوات النظامية.
فمن طرطوس توافد جنود النظام للقتال في عدة مناطق ضد مقاتلي المعارضة، مثل اللاذقية غرباً وحلب شمالاً والقلمون شمال دمشق، خيارهم الوحيد إما الأسد أو نهايتهم.
ويشير أهالي المدينة إلى أن أكثر من 10 سيارات إسعاف تتجه يومياً إلى مطار اللاذقية، لنقل جثث الجنود التي تصل من عدة مناطق.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن نصف قتلى النظام البالغ عددهم نحو 61 ألف يتحدرون من طرطوس، غير أن رواية محافظ المدينة تقدرهم بنحو 4 آلاف قتيل و2000 مفقود.
ويرى مراقبون أن تسويق النظام بأن الجماعات المقاتلة ضده تتبنى خطاباً طائفياً انعكس على زيادة انخراط وإقبال شباب طرطوس على القتال في صفوفه.
ويتوزع سكان محافظة طرطوس البالغ عددهم 900 ألف، بنسبة 80% من العلويين، و10% من السّنة، و9% مسيحيين، و1% إسماعيليين. فيما تقدر نسبة العاملين في إدارات الدولة والجيش من العلويين 90%.
ووسط الحرب المستمرة في سوريا يرى محللون أن النظام بات يخشى نضوب مقاتليه من المنطقة التي تعتبر خزاناً بشرياً للقوات النظامية.
الحمد لله …اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرج شعبنا من بينهم امنيين