حذر باحثون من ضرورة عدم التهاون مع آلام الرأس التي تصيب النساء أثناء الحمل وفي فترة ما بعد الولادة، ونبهوا إلى أن هذا الصداع في بعض الأحيان يمكن أن يكون مؤشراً على أمراض خطيرة، وهو ما يجب أن يأخذه الأطباء والعاملون في المجال الصحي بعين الاعتبار، بحسب ما نشرت مجلة The Obstetrician & Gynaecologist.
وهناك حوالي 85 نوعاً مختلفاً للصداع، وفي 90% من حالات الصداع أثناء الحمل وفترة ما بعد الولادة تكون الشقيقة أو الصداع التوتري – وهو الصداع الأكثر شيوعاً بين الناس – السبب، إلا أن الحمل يزيد أيضاً من خطر الصداع الثانوي، والذي تسببه أمراض أخرى تحتاج إلى تقصٍّ، كما ورد في الإصدار الصحافي للتقرير.
وتشكل الأمراض العصبية أحد أهم الأمور التي يجب على الأطباء تقصيها عند الحامل المصابة بالصداع، فهي تحتل المركز الثالث في قائمة الأسباب التي تسبب الموت عند الحامل، بحسب التقرير الذي استند على إحصاءات بريطانية.
وأما بالنسبة للشقيقة، فإن الحمل يتسبب عادة في تقليل شدة وتكرار هذا النوع من الصداع، إلا أنّ الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة أثناء الحمل يكن أكثر عرضة للإصابة بـ”ارتفاع الضغط الحملي” بنسبة الضعف، وهو مرض يحتاج إلى مراقبة وعلاج قبل أن يتفاقم ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة، قد تنتهي بالإجهاض والموت.
ويعرف “ارتفاع الضغط الحملي” – أو ما يسمى طبياً بـ”مقدمات الارتعاج” – بأنه ارتفاع الضغط بعد 20 أسبوعاً من الحمل، يترافق مع وجود بروتين في البول في التحليلات المخبرية، وقد يترافق مع أعراض عصبية كاضطرابات البصر، وقد يتطور إلى نوبات تشنجية خطيرة، ويختفي ارتفاع الضغط الحملي عادة بعد ثلاث شهور من الولادة.
كما أن هناك أمراضاً أخرى أقل شيوعاً قد تترافق مع صداع الحامل، منها مثلاً ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، والذي يشيع خصوصاً بين النساء البدينات، وقد تظهر أعراضه للمرة الأولى أثناء الحمل، وهي حالة إسعافية تحتاج إلى تدخل طبي سريع.
ونصح الباحثون الحامل بأن تلجأ إلى الطبيب في الحالات التي تشعر فيها أن نوبات الصداع التي تأتيها أثناء الحمل مختلفة عن تلك التي كانت تراودها قبل الحمل، وأكدوا أن أغلب الحوامل يلجأن إلى علاج الصداع منزلياً دون اللجوء إلى الطبيب، وهو أمر طبيعي إذ غالباً ما يكون الصداع حميداً، لكن لا بد من زيارة الطبيب إذا لاحظت الحامل أن الصداع غير مألوف.