العربية.نت- فوجئ أهالي مدينة جبلة في ريف اللاذقية، بمناشير تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، المقرر عقدها في 3 يونيو القادم، وتحمل تلك المناشير توقيع لجان التنسيق المحلية.
وأوضحت ناشطة من الطائفة العلوية بأنها شاركت بتوزيع المنشورات، رغم خطورة العمل في مدينة مخترقة، ومحاطة بالشبيحة من كل الجهات.
وقدرت الناشطة عدد المناشير التي تم توزيعها في المدينة بالمئات، في حين ذكرت لجان التنسيق المحلية على صفحتها بأن عدد نسخ المناشير بلغ 300 منشور. ووصفت اللجان عملية توزيع المنشورات بأنها من “أقوى وأخطر” الحملات التي تم تنفيذها في مدينة جبلة.
يذكر أن مدينة جبلة، وخاصة ريفها، تعتبر واحدة من أكثر المناطق تأييداً للأسد، وهي تتميز بانتساب الكثير من أبنائها إلى الجيش والأمن، إضافة إلى التحاق عدد كبير من شبابها ورجالها المدنيين بميليشيا الجيش الوطني أي “الشبيحة”. وهي تتفوق على بلدة القرداحة نفسها بالولاء للأسد، ولا يكاد ينافسها أحد في عدد قتلاه في الجيش والشبيحة سوى محافظة طرطوس.
ورفضت الناشطة في مدينة جبلة مقولة أن الأسد نجح بتحويل الثورة إلى حرب طائفية، ودللت على ذلك بتوزيع المناشير في حي الجبيبات بالمدينة الذي تسكنه الطائفة العلوية بأغلبية ساحقة، من قبل ناشطين علويين من أبناء الحي ذاته.
لكنها أقرت بأن التوزيع في الحي ركّز على الشوارع بالدرجة الأولى، بسبب خطورة توزيعها على المنازل، التي يدين معظم قاطنيها بالولاء والتشدد للأسد.
ولم تنكر الناشطة أن النظام حقق نجاحاً لا يُستهان به في تخويف غالبية العلويين، خاصة في جبلة من “سنية الثورة”، واعتمد سياسة العزل والحصار لمؤيدي الثورة من العلويين أمنياً واجتماعياً، ما أدى إما إلى تغيير مواقفهم بالفعل أو الانكفاء والتراجع عن أي نشاط ثوري مدني أو عسكري.
وتابعت الناشطة بثقة: “يعتقد “آل الأسد” أنهم ضمنوا الطائفة إلى الأبد، لكنهم يدركون بنفس الوقت، أن نزيف الشباب العلوي دفاعاً عن نظام العائلة، وترسخ اقتناع الطائفة أكثر بأنها تورطت بحرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، سيجعل منهم بركاناً لن يطول انفجاره”.