لم تحصل عائلة “بهمنيار داميده” على الجنسية وبطاقات الهوية الإيرانية، إلا بعد مرور 74 عاماً، والسبب هو أن هذه العائلة المكونة من 11 فرداً، يعيشون في أكواخ بمنطقة نائية تقع في مضيق جبلي وعر، يُدعى مضيق إرَم جنوبي إيران.

ويقع هذا المضيق في الجبال الواقعة بين محافظتي فارس وبوشهر، في منطقة دشتستان التابعة إدارياً لمحافظة بوشهر.

ولم يتلقّ أفراد هذه العائلة أي تعليم أو رعاية صحية أو علاج طيلة حياتهم، وليست لديهم أية علاقات اجتماعية ولا يرغبون في الانتقال إلى المدينة، وأبناؤهم يفضلون البقاء مع ذويهم والاستمرار في رعي المواشي والأغنام.

يُذكر أن أغلب سكان هذه المنطقة هم العوائل والعشائر الرُحّل، من الأتراك القشقائيين، وهم من رعاة الغنم والماعز، ولديهم رحلتان كل عام: الأولى تبدأ في بداية الشتاء حيث يرحلون جنوباً باتجاه المناطق الدافئة والخصبة في الأهواز وسواحل الخليج العربي، والرحلة الثانية لهم تكون في بداية الصيف، حيث يتجهون شمالاً وتلك الرحلتان تكونان بهدف البحث عن الكلأ لماشيتهم.

ويبلغ عدد سكان مضيق إرَم حوالي 3000 نسمة، يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة، وعلى الرغم من أن المنطقة تعدّ من المناطق الخصبة إلا أن سكانها مازالوا يعيشون حياة بدائية.

وتنقل وكالة “إيرنا” الرسمية للأنباء عن أفراد هذه الأسرة أنهم لم يذهبوا إلى المدينة بتاتاً، ومن يمرض يتم علاجه بالأعشاب الطبية وبطرق العلاج التقليدية، وهذا الوضع مستمر منذ 200 عاماً، حيث انتقل جدّهم الأكبر للعيش هنا من منطقة أخرى بالقرب من مضيق إرم.

وبسبب انقطاع هذه العائلة عن المدينة فإنهم يعتبرون مستقلين تماماً من الناحتين الاقتصادية والمعيشية، حيث يعيشون على ما توفره لهم الأغنام والماعز من مواد لبنية، أما الحاجات الأساسية من الطحين والأرز وغيرهما، فيحصلون عليها عن طريق المقايضة وتبديل الأغنام والماعز والطيور لديهم بالحاجات الذين يشترونها من التجار الذين يأتونهم بين فترة وأخرى لشراء حاجاتهم من السوق.

ويقول أفراد العائلة إن حياتهم تقتصر على رعاية ماشيتهم والعمل والتعاون فيما بينهم، وإنهم يستمتعون بجمال الطبيعة الخلابة، ولا يشعرون بضرورة الذهاب إلى المدينة أو الحصول على الجنسية أو بطاقات الهوية أو أية أوراق ثبوتية.

وبدأت الحكومة الإيرانية في السنوات الأخيرة تهتم بتوطين العشائر الرحل في إيران، وتم تكليف القائم مقاميات (المسؤول الإداري عن المنطقة) بإسكان وتوطين العشائر وتجنيس من ليس مسجلاً في سجلات النفوس، وخصصت لهم ميزانية من أجل تزويدهم ببعض الخدمات الأساسية.

وتتميز منطقة إرم بطبيعتها الخلابة وآثارها التاريخية من القلاع والبيوت القديمة، وكذلك نمط الحياة البدائية الذي مازال قائماً، كأدوات الطبخ والصيد والأزياء واللغة المحلية المتداولة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫6 تعليقات

  1. إلا أن سكانها مازالوا يعيشون حياة بدائية.
    والله احسدهم !!!!!!!!!!
    ممكن اعرف ماذا استفدنا من العيش في المدن والتكنلوجيا غير التوتر والكأبة

    1. مساء الخير او صباح الخير بالست أم هكار !!! تحياتي !!!

    2. صبحك الله بالخير اختي ام هكار و بعتلك سلام باحدا الموضيع اتمنى يكون وصلك .

  2. صباح مساء الخيرات ع المحترمة سنفورة وعلى الأخ ابو ناشي
    الحمدلله ع السلامة اخي ابو ناشي نعم شفت سلامك بس بصراحة متأخر شوية
    شكراً على سؤالك نحن جميعا بخير والحمدلله

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *