الخميس 2 ديسمبر 2010: الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، يعود إلى فندق “سافوي بور أون فيل” حيث كان نزيلاً فيه بمدينة زوريخ السويسرية.. صعد مباشرة إلى جناحه الرئاسي، فأغلق بابه وهو غاضب، ثم أمسك بمزهرية كانت على طاولة، وقذفها إلى مرآة معلقة على الحائط أمامه، محطماً زجاجها، ومفرغاً الحنق الذي تملكه بعد فوز قطر ذلك اليوم بشرف تنظيم كأس العالم 2022 في الدوحة.
هذا الخبر المختصر انفردت به صحيفة “التلغراف” البريطانية، أمس الثلاثاء، نقلاً عن مصدر، أكدت أنه موثوق لها ولم تذكر اسمه، كما من موظف استقبال في الفندق.
مع الخبر أعادت الصحيفة الذاكرة إلى ما بذله الرئيس الأسبق طوال عامين من أجل أن تفوز بلاده بتنظيم المونديال الثاني والعشرين من بطولات كأس العالم بكرة القدم، وسط احتدام التنافس مع كوريا الجنوبية وقطر وأستراليا واليابان.
الدولة الصغيرة تخطف حلم الكبيرة
وبعد الجهد الكبير رأى بعينيه في زوريخ كيف أصبحت الولايات المتحدة وحدها مع قطر بعد 3 جولات تصويت خرجت بها بقية الدول من معركة التنافس، ثم جاء التصويت الرابع والأخير بما لم يصدقه أحد: أكبر دولة بالعالم نالت 8 أصوات فقط مقابل 14 لصالح إحدى أصغر الدول، لذلك نال الغضب الرئاسي من كلينتون وحقنه بغيظ شديد، لرؤيته الدولة الصغيرة تخطف حلم الكبيرة أمام العالم.
كان الرئيس الأسبق سافر طوال عامين إلى دول كثيرة ليقنعها بالتصويت لصالح الولايات المتحدة، بوصفه كان الرئيس الفخري للفريق الأميركي المتولي المنافسة على تنظيم المونديال، لذلك قام بتجييش مشهود لمشاهير وفنانين لهم تأثير على كل صعيد، فضلاً عن الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه، ومعه زوجته أيضاً.
بين من وضعوا ثقلهم في معركة التنافس 3 ممثلين أميركيين من المشاهير: براد بيت وأرنولد شوارزنيغر ومورغان فريمان، إلى جانب المخرج سبايك لي، مع ذلك خرجوا مهزومين أمام قطر التي انهالت عليها الاتهامات، وآخرها ما نشرته “صنداي تايمز” البريطانية الأحد الماضي، من أن تمكنها من استضافة كأس العالم تم بعد “دفعها لمبالغ مالية”، وفق تعبيرها.
كما في “التايمز” البريطانية، تحقيق موسع اليوم الأربعاء أيضاً عن الموضوع نفسه، وهو ما تنفيه قطر.