تنادى مئات الشباب السودانيين في مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، للتوافد، صباح الأحد، على مكتب والي الخرطوم، عبدالرحمن الخضر، الذي نسبت إليه صحف سودانية تصريحات مفادها أنه على استعداد لتوظيف أي شاب يطرق باب مكتبه للعمل.
ويبدو أن المسؤول السوداني لم يدر بخلده أن رد الفعل سيكون جماعياً بهذا الشكل. إذ نقلت صحف سودانية عن مواقع التواصل عبر هاشتاغي #أنا_عاطل، و#أرح، والأخيرة تعني فلنذهب، عنها عزم نحو ثلاثة آلاف شاب عاطل التجمع أمام مكتب الوالي الذي سارع مكتبه للتأكيد بأن الصحف لم تنقل بدقة حديث الوالي، الذي كان يتحدث عن توظيف الشباب عن طريق مشاريع تمويل للأعمال التجارية الصغيرة.
وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بمئات التعليقات الساخرة من حديث الوالي ثم تراجعه عن وعده، خاصةً أن قضية فساد كانت تناولتها الصحافة السودانية قبل نحو شهر، طالت موظفين في مكتب الوالي، بينهم ضابط شرطة شاب، اتهم بالاستيلاء على مليارات الجنيهات السودانية.
واستخدم بعض الشباب كاريكاتيرات وصوراً تسخر من الوالي، توّظف إحداها أغنية أم كلثوم الشهيرة “أغدا ألقاك” للسخرية من الورطة التي وضع فيها الوالي نفسه.
وفي أخرى يسأل شاب الوالي باللهجة السودانية: إذا كنت عاجزا عن توظيفنا، فلماذا تتحدث؟ (بتتكلم ساكت لي شنو؟).
وفي ثالثة يبدو الوالي في صورة مع الرئيس السوداني على متن طائرة، والوالي يعترف بأنه في ورطة، فيما البشير يذكّره بتصريحات سابقة له عندما قال إن الحريق الذي شب في مصنع ضخم في الخرطوم كانت سببه شرارة من عامل كان يقوم بعمله، ثم اتضح لاحقا أن السبب هو الطيران الإسرائيلي.