العربية.نت- لا تزال أحداث الهجوم المباغت والغامض لتنظيم “داعش” الإرهابي على مدينة الموصل العراقية مثار نقاش.. “العربية نت” جمعت تفاصيل مهمة لذلك الحدث الكبير وخريطة السيطرة كما هي حتى الآن.
ففي ليلة 11 يونيو الماضية، انطلقت مجاميع “داعش” الى جنوب الموصل بقوة يقدر عديدها بأكثر من 2000 مقاتل توزعت على ثلاث جهات، تكريت بقوة 750 مقاتلاً، والدور وسامراء بقوة 1500 مقاتل، فيما تولّت قوة صغيرة الهجوم على مناطق الشرقاط وبيجي والصينية بقيادة علي سلمان الدليمي الذي يكنى بـ”أبورعد”.
لكن سريعاً سيطر مقاتلو الجيش الإسلامي المنافسين في الضلوعية على جميع مناطق المدينة ولم يسمحوا لـ”داعش” بالدخول، كما لم يهاجموا قوات الشرطة المحلية.
أما في يثرب وعزيز فقد سيطر عليها جماعة “أنصار السنة”، وهي التي تمسك زمام الأرض هناك حالياً.
وفي العلم والحجاج والبو عجيل، تسيطر جماعة الشيخ أبومنار العلمي بقوة عشائرية قوامها أكثر من 3000.
أما منطقة الإسحاقي وبلد فيسيطر عليها “جيش المجاهدين”، بالإضافة إلى “جيش رجال الطريقة النقشبندية”.
أما مدينة تكريت والدور، خاصة حي القادسية، فتسيطر عليها مجاميع “داعش”. كما هناك محاولات مستمرة لاقتحام مدينة سامراء من قبل تنظيم “داعش” لكنها فشلت بسبب رفض العشائر وأهالي المدينة للتنظيم.
أما مدينة الموصل فمازالت في قبضة “داعش”، بقيادة عبدالله يوسف المعروف بـ”أبوبكر الخاتوني”، باستثناء منطقة حي الوحدة والسكر والبلديات التي تقع بيد لجان العشائر، ورجال الطريقة النقشبندية بقيادة سيف الدين الراوي. أما مناطق الشلالات والمناطق متنازع عليها فهي تحت سيطرة قوات البيشمركة والأقليات.
وأوضح مصدر مطلع لـ”العربية نت” أن التخطيط لدخول الموصل بدأ بعد مقتل قائد “داعش” الميداني أبوعبدالرحمن البيلاوي، حيث قررت قيادة التنظيم إعلان غزوة الثأر لمقتل البيلاوي. وكانت ليلة التاسع من يونيو الجاري ساعة الصفر لاقتحام مقرات الشرطة الاتحادية هناك للسيطرة عليها.
وتمّت العملية بالتعاون مع نينوى وولاية الحدود، فكان عديد المقاتلين 1800 مقاتل. وحين نجح مقاتلو “داعش” في إسقاط معظم مقرات الشرطة الاتحادية في الساحل الايمن من المدينة، بشكل سريع ومفاجئ غيّر قادة “داعش” مسار الخطة من الثأر للبيلاوي الى احتلال الموصل.
وبعد مداهمة المواقف والسجون، خاصة سجن بادوش، زاد عديد المقاتلين بانضمام السجناء البالغ عددهم 3400 متهم أو مدانٍ. وبعدها قرر هؤلاء الاتجاه نحو محافظة صلاح الدين.
أما سيطرة النقشبندية على أجزاء من الموصل فلم يكن بالاتفاق مع “داعش”، حيث لا يوجد تنسيق مُسبق بين الجهتين، حسب تأكيد شهود العيان. يُذكر أنه تم إعلان تعيين اللواء أزهر العبيدي محافظاً عسكرياً من قبل جيش رجال الطريقة النقشبندية.
وفي كركوك سقطت المناطق العربية بيد “داعش”، تحت قيادة نعمة عبد نايف الجبوري ليلة 11 يونيو، ولم توجد فيها أي مقاومة تذكر. أما “الفرقة 12” من الجيش العراقي، ومن ضمنها قطاع عمليات دجلة، المسؤولة عن حماية تلك المناطق، فقد سلمت كل معداتها وأسلحتها الى قوات البشمركة الكردية وذلك لمواجهة “داعش”.
وفي وقت مبكر، في صباح اليوم التالي، استطاعت قوات البشمركة استرجاع ناحية سليمان بيك وناحية الرياض من سيطرة “داعش”، علما أن منطقة الحويجة كلها تقع تحت سيطرة الجيش الإسلامي بقيادة الشيخ حمد العيسى وجيش رجال الطريقة النقشبندية.