أكد رائي الأهلة عبدالله الخضيري بأن هلال شهر رمضان يقع في منزلة الدبران، وسيتابع ابتداءً من يوم الاثنين المقبل 25 شعبان حتى ليلة 29 شعبان التي يُتراءى فيها الهلال بناء على دعوة المحكمة العليا الموجهة لعموم المسلمين في جميع أنحاء السعودية، مبينًا أن حضور الرائين في مكان الرصد سيكون قبل غروب الشمس بخمسين دقيقة.

ولفت إلى أن أفضل أماكن رؤية الهلال في الأراضي المرتفعة عن سطح البحر، المنبسطة في امتدادها، موضحا أنه اعتاد منذ تسجيل أول رؤية له عن الأهلة في المجلس الأعلى للقضاء قبل 30 عامًا على رصد الأهلة بالقرب من حوطة سدير، حيث البعد البصري الواسع.

وفيما يتعلق بطريقة ترائي الأهلة، فقد أوجزها الخضيري في مراحل عدة تبدأ من مرحلة رصد حركة القمر في آخر أيام الشهر، لتحري رؤيته في الليلة التي تعلن فيها المحكمة العليا عن طلب التحري، ليذهب حينها الراؤون في مختلف أنحاء المملكة إلى الأماكن المرتفعة أو المنبسطة البعيدة عن التلوث الضوئي، ويقف الرائي شاخصًا ببصره للسماء قبيل غروب الشمس ليتابع حركة الهلال حتى لحظة غروبه التي تستغرق دقائق معدودة.

ويقف خلف الرائي في لحظة الترائي مساعده الذي يطلق عليه (الميقاتي) ومهمته تسجيل وقت مشاهدة الهلال عندما يلحظه الرائي، حيث تتطلب مهمة الرائي الإمعان في النظر باتجاه موقع الهلال وتحديد خط سير الكواكب في السماء أثناء لحظة الغروب ليتمكن من رصد الهلال.

بعد ذلك ينضم الراؤون إلى لجنة الرصد الرسمية المكونة من: محكمة حوطة سدير، ومندوبي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ووزارة العدل، ومركز حوطة سدير، ويعدون محضرا في حالتي الرؤية أو عدمها يوقع عليه كل شاهد عن طريق موظفي المحكمة.

وفي حالة ثبوت الرؤية فإن الشاهد يلزمه (ميقاتي) ليكشف مدة الرؤية التي استغرقتها فترة تحري رؤية الهلال، بينما يصف كل راء، سواء في ورقة أو شفهيًا ما رآه أمام القاضي، وفيما إذا شكل الهلال كان مستويا أو منتصبا أو منحرفا، ويضيف لها وقت الرصد، ثم ينظر القاضي في تطابق الرؤية من خلال الاطلاع على الشهادات، ومن ثم ترفع الشهادات من مكان الرصد للمحكمة العليا، التي تتولى إعلان بدء الشهر.

وعن تحرّي رؤية هلال شهر رمضان، قال الرائي الخضيري: إن المحكمة تكتفي عند دخوله بأخذ رؤية شاهد واحد فقط، بينما في خروجه تطلب الأخذ بشهادة رائيين، في حين لم يخفِ الخضيري استعانته في معظم الأحيان بأجهزة الرصد الفلكية للتثبت من الرؤية التي تتطلب معها الخبرة في معرفة خريطة السماء.

ويعتقد البعض عندما يظهر حجم القمر في اليوم السابع من الشهر بحجم كبير أن دخول الشهر قد تقدم أو تأخر وهو أمر غير صحيح حسبما أكد الرائي الخضيري، حيث بين أن القمر في حركته الثانية التراجعية من الغرب إلى الشرق إذا وصل اليوم السابع من الشهر تضيء نصف دائرة القمر المواجهة للأرض، بحيث يكون قد قطع نصف المسافة من الغرب إلى الشرق المعروفة بـ180 درجة، وإذا لم تكتمل إضاءة نصف القمر في اليوم السابع توحي رؤية الهلال لعين المشاهد بأن دخول الشهر قد تقدم بيوم، وهو أمر غير صحيح.

وبين أن من شروط الولادة أن يستنير الجزء المقابل للشمس أسفل القمر في لحظة انعكاس أشعة الشمس في الجزء المقابل لها من القمر، ويتشكل على هيئة هلال بعد غروب الشمس وبقائه بعد الشمس في الأفق.

وشدّد الخضيري، على أهمية أن يلمّ الرائي بأشكال القمر، ويميز الخيط الرفيع للهلال عند رصده لأنه توجد كواكب أخرى لها الشكل نفسه مثل: كوكب الزهرة، على الرغم من صغر حجمه، مما قد يلتبس على البعض فيعتقدون أنه الهلال، في حين بين أن الهلال في لحظة الرصد يتميز ببياضه الظاهر في حجم خيط السبحة.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *