سي ان ان — اندلعت مواجهات دامية بين مئات الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية الخميس، أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى، في الوقت الذي بدأ فيه الجيش الإسرائيلي حشد قواته على الحدود مع قطاع غزة، تحسباً لعملية عسكرية محتملة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن مواجهات اندلعت بقرية “شعفاط”، بعد ظهر الخميس، وذكرت أنها تعتبر امتداداً للاشتباكات التي تشهدها معظم أحياء وبلدات وقرى القدس، منذ الأربعاء، احتجاجاً على مقتل الشاب الفلسطيني محمد أبوخضير، والتي أسفرت عن وقوع حوالي 250 جريحاً.
من جانبها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قوات الشرطة استخدمت “وسائل تفريق المظاهرات”، في حي “شعفاط”، شمالي القدس، بعد قيام العشرات من الشبان الفلسطينيين بإلقاء الحجارة وإطلاق الألعاب النارية، باتجاه الجنود الإسرائيليين، مما أسفر عن إصابة أحد أفراد الشرطة بجروح طفيفة.
وفيما ذكرت الوكالة الفلسطينية أن عائلة أبوخضير رفضت استلام جثمان ابنها، “دون إقرار الحكومة الإسرائيلية بأن قتله كان على خلفية قومية، وليس جنائية”، فقد نقلت الإذاعة العبرية عن إسحاق أبوخضير، “مختار شعفاط”، أن العائلة تحمِّل السلطات الإسرائيلية مسؤولية مقتل ابنها.
وحمّل المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، حكومة الاحتلال مسؤولية جريمة خطف الفتى أبوخضير، البالغ من العمر 17 عاماً، وإحراق جثته، والتنكيل بها، مؤكداً أنها “نتاج العنصرية والحقد في أوساط المستوطنين، تجاه أبناء الشعب الفلسطيني.”
في الغضون، ذكرت مصادر إسرائيلية أن “جيش الدفاع استقدم تعزيزات، بما فيها قوات مدرعة، إلى محيط قطاع غزة، تحسباً لاحتمال تصاعد الاوضاع الأمنية، نظراً لاستمرار الاعتداءات الصاروخية من القطاع على الأراضي الإسرائيلية، كما تم تكثيف تواجد سفن سلاح البحرية قبالة سواحل غزة.”
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول عسكري قوله إن “الغرض من ذلك هو توجيه رسالة تحذيرية لقيادة حماس من مغبة استمرار إطلاق القذائف الصاروخية”، إلا أن المصدر نفسه شدد على أن “إسرائيل غير معنية بتصعيد الأوضاع، وأن الهدوء سيقابل بالهدوء.”
في الوقت نفسه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال كلمة بمنزل السفير الأمريكي لدى الدولة العبرية، دان شابيرو، إن “إسرائيل مستعدة للسيناريوهين.. إما أن يتوقف إطلاق النار من جهة قطاع غزة، ونوقف نحن نشاطاتنا العسكرية.. وإما ان يستمر إطلاق النار، وسنرد عليه بقوة كبيرة.”
وبالنسبة لمقتل الصبي أبوخضير، قال نتنياهو إن “الجهات المختصة في إسرائيل لا تعلم بعد من يقف وراء العملية.. وما كان دافع عملية القتل”، غير أنه أكد أن “قوات الأمن ستلقي القبض على مرتكبي الجريمة، وستلاحقهم قضائياً”، وشدد على أن “إسرائيل دولة قانون وديمقراطية، ليس هناك فيها مجال للقتلة.”
ولفتت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن من وصفتهم بـ”مخربين فلسطينيين”، قاموا بإطلاق 7 قذائف صاروخية من قطاع غزة، باتجاه منطقة “شعار عنيغيف” والمجلس الإقليمي “أشكول”، مما أسفر عن إلحاق أضرار بأحد المنازل، وإصابة أحد الشبان بجروح طفيفة.
كما أصدرت “قيادة الجبهة الداخلية” تعليماتها إلى سكان المنطقة المحيطة بقطاع غزة، بالبقاء على مسافة قريبة من الغرف المحصنة، يمكن اجتيازها خلال 15 ثانية، أما بالنسبة لسكان التجمعات السكنية إلى الغرب من الطريق 232، فذكرت أنه يتوجب عليهم البقاء داخل الغرف المحصنة.