حصلت صحيفة “الحياة” على محضر اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بوزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارة الأخير للعراق.
ويبدو أن كيري أكد للمالكي، استنادا إلى معلومات موثوقة، أن المسلحين المناوئين للمالكي ليسوا كلهم من داعش ولا تكفيريين محذراً من أن تدخل إيران سيدفع واشنطن إلى خيارات أخرى.
أما أبرز ما جاء في اللقاء بين كيري والمالكي، بحسب الوثيقة المسربة، فقول كيري “بصراحة، وبعيداً عن الكلمات الديبلوماسية، أود أن أشير إلى أن بعض السياسات التي مورست تحت ضغط الأحداث منذ نهاية عام 2011 أججت مشاعر شريحة مهمة من شرائح المجتمع العراقي. فرد المالكي: أؤكد لكم أنني عملت شخصياً وما زلت لكي أجمع السياسيين العراقيين، لكن هناك بعض القوى السياسية، ولأغراض خاصة، تختلق الأزمات لأغراض بعيدة عن مصلحة العراق.فعاود كيري الحديث قائلاً: دعني أكون صريحاً معك. لا نريد التدخل في شؤون العراق الداخلية، لكن إصدار فتاوى تحريضية وتحشيد المدنيين للقتال، لن يكون في مصلحة الشعب العراقي. إلا أن المالكي أجابه: الإرهابيون لم يتركوا لنا مجالا لتوحيد العراقيين. وعلى الولايات المتحدة أن تساعدنا في هذه الأوقات الحرجة لمحاربة الخطر المشترك، وأعني إرهاب داعش.
في المقابل، أكد كيري للمالكي أن داعش تنظيم إرهابي لكنه أضاف: “صحيح أن داعش منظمة إرهابية بل ومتطرفة، لكن المعلومات الدقيقة تفيد بأن المسلحين والمتمردين ليسوا كلهم من داعش ولا من المنظمات التكفيرية وبعضهم قاتل معنا ضد القاعدة.. كما أننا قلقون جدا من التدخل المباشر لإيران”.
أما على صعيد التدخل الإيراني، فأكد كيري للمالكي أن الولايات المتحدة ستكون قلقة جداً من أي تدخل عسكري إيراني مباشر في العراق. وأضاف “هذا سيؤثر سلباً في جهودنا لتهدئة التشنج في المنطقة”.
عندما هم المالكي بمقاطعة الوزير الأميركي، استبق كيري الأمر قائلاً: دعني أكمل حديثي ثم قل ما عندك. اعتذر المالكي على المقاطعة وقال، بحسب الوثيقة: “آسف على المقاطعة… تفضل”. حينها أكد كيري أن ليس كل المسلحين من داعش ولا تكفيريين وتدخل إيران سيدفع بلاده إلى خيارات أخرى.
وعندما قال المالكي: إنه يثق بأصدقائه وحلفائه الأميركيين، وأردف: “إن شاء الله سنشكل الحكومة الجديدة مطلع يوليو المقبل”. فأجابه كيري: “أراك متفائلاً جداً”. وأضاف “التفاؤل شيء جيد لكن الواقعية أفضل”.